وعلي قتل من الخوارج أربعة آلاف مسلم ، وصحة قتل علي لهم بإجماع الأمة ، على فعل صح بالإجماع على أنهم خرجوا عن طاعته بإمامته ، وإن قيل أنه خرج عليهم بعد قتلهم لحتات وزوجته ، فليس في ذلك إجماع ، والحق أنه باطل لأن قتله على تلك الحالة مع عبدالله بن إباض (¬1) باطل ، إذ نحن على مذهبه ولا نجيز نحن ولا هو قتله على ذلك ، فلو صح ذلك لفارقهم عبدالله بن أباض ، وأجازه (¬2) مثلهم ، وضل بضلالهم ، والحجة تقوم على معرفة ذلك أنه غير صحيح بمشاهدة العقل بالدلالات التي ذكرناها في مذهبنا في ذلك ، وإنما أجاز [لنفسه] (¬3) قتالهم بتمسكه للإمامة ، وخروجهم عنه ووقوع هذا من الخوارج بالإجماع ، كما أجاز لنفسه مقاتلة معاوية (¬4) بخروجه عن طاعة إمامته قبل التحكيم ، وبالاتفاق بعد التحكيم مع جميع أهل المذاهب أنه كان خارجا على قتال معاوية على خروجه من طاعة إمامته[13/أ] بعد [22/ج] التحكيم ، ولم يقع الاتفاق على أن معاوية خرج إلى قتال علي (¬5) بعد التحكيم قبل أن يخرج علي عليه .
¬__________
(¬1) عبدالله بن أباض المقاعسي المري التميمي(...- 86ه=...- 705م) من بني مرة بن عبيد بن مقاعس رأس الإباضية،وإليه نسبتهم كان معاصرا لمعاوية وعاش إلى أواخر أيام عبد الملك بن مروان . عده الشماخي في التابعين وكان له مراسلات لعبد الملك بن مروان لنصحه.(السير للشماخي ج1ص72،الكامل ج2ص179،80.)
(¬2) في أ أو.
(¬3) سقط في ب.
(¬4) معاوية بن( أبي سفيان)صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي(20ق ه- 60ه= 603-680م): مؤسس الدولة الأموية في الشام ،وأحد دهاة العرب المتميزين الكبار ولد بمكة وأسلم يوم فتحها (سنة8ه) نشبت بينه وبين علي بن أبي طالب الحرب .(ابن الأثير 4 / 2 وتطهير الجنان ،الطبري 6 / 180،منهاج السنة 2 / 210- 226).
(¬5) في ب على أن معاوية خرج إلى قتال عسكر وهو تحريف والأصح ما أثبتناه.
पृष्ठ 55