ولا يجوز أن تنسخ السنة أخبار الله تعالى في شيء من التوحيد ، ولا ما جاء من أخبار الله تعالى في الوعد والوعيد ، ولا ما أخبر الله تعالى عنه أنه كان أو سيكونه أو لا يكونه ، وذلك مما تقوم الحجة بمعرفته من العقل بخاطر البال ، أنه لا يمكن أن يخبر الله تعالى أنه سيفعل كذا ، فيخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- بما يكون تأويله أنه لا يفعل الله ما قاله أنه سيفعله ، [فيكون قد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الله أنه غير صادق فيما قاله الله تعالى أنه سيفعله] (¬1) ، فإن كان النبي- عليه الصلاة والسلام- (¬2) أخبر بذلك عن نفسه كان غير أمين في رسالته ؛ لأنه أجاز وصف [15/ج]الله تعالى بغير الصدق من ذات نفسه ، أو من أين علم أن الله غير صادق فيما قاله تعالى ولم يخبره الله تعالى عن ذلك ، وإن كان يخبر عن ربه بذلك والله لم يخبر، كان النبي - عليه الصلاة والسلام - هو غير صادق ، وإن كان الله أخبره بذلك كان الله ورسوله يمكن أن يكونا غير صادقين ؛ لأنه لم يعرف أي الخبرين هو الصدق مما أخبرا به تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وينزه (¬3) رسوله عن ذلك بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله وسراجا منيرا .
¬__________
(¬1) سقط في ب.
(¬2) في ب صلى الله عليه وسلم.
(¬3) في ب وتنزه.
पृष्ठ 46