ومما يرويه ابن رزيق عنه أيضا ، أنه لما سكن بلدة مسقط اشترى بيتا مبنيا بالحجر والطين بمحلة ميابين فمضيت إليه ذات ليلة مظلمة قد اخفت السحب بدرها وكواكبها فلما انتهيت إلى باب بيته شهدت رجلا قد ألقى على رأسه قباء وهو الذي تسميه العامة المنسول ،وفي يده سكين طويلة فعرفت ذلك الرجل أنه سلام البحري ، وقد كان مبغضا للشيخ ويريد أن يفتك به على ما تروى الناس عنه لمقدمات حروب جرت بين المشايخ بني خروص وبني بحري فلما دخلت على الشيخ واخبرته الخبر لم يتمالك ان خرج إليه بغير سلاح فخرجت أركض أثره فإذا سلام يركض منه هاربا والشيخ يمشي أثره رويدا رويدا فأخذت بيد الشيخ ورجعت به إلى بيته فسامرته بعد ذلك حتى انقضى هزيع من الليل، ثم رجعت بعدما ودعته إلى منزلي ، وأما سلام فلم يمكث بعد ذلك في مسقط إلا أياما قلايل ثم رجع إلى العليا وما لبث فيها إلا قليلا إلى أن قتل . (¬1)
*- وفاته:
توفي شيخنا - رحمه الله - في زنجبار - كما ذكرنا سابقا - يوم 21 من جمادى الأولى 1263ه، عن عمر يناهز 71 عاما (¬2) .
* رثاؤه :
رثاه ابن رزيق في ست قصائد ، ومن مطالعها :
1- بكت الصحائف فالمصاب شديد
يكفيك رزءا ما عليه مزيد
2- ألا جف بحر العلم يا مدمعي القطر
أصبر على صاب وقد عدم الصبر
3- خلا مجلس الفقه الأنيس من الأنس
فمن ذا إلى التدريس في ذروة الدرس
4- رزء تفاقم فالبرية تعول
والأرض من جلل الجوى تتزلزل
5- لأفول شمس ذا الظلام المطبق
لا مغرب منه وشرق مشرق
6- ذهب الضياء فيومنا إظلام
¬__________
(¬1) ابن رزيق ، الصحيفة القحطانية ، مخ ، ص 705-707
(¬2) انظر: السالمي، التحفة، 2/ 229. وهنا ننوه ثانيا بأن ما ذكرناه هنا مختصر جدا فيما يتعلق بجوانب حياة هذا الشيخ، وأن المجال خصب أمام الدارسين والباحثين لدراسة هذه الشخصية العظيمة.
पृष्ठ 15