وللمدينة ربض طويل عريض به أسواقها. ومعاملة أهله بالدراهم والدنانير والفلوس، ودراهمهم على أصناف منها: المحمدية،ومنها المسيبية، ومنها: الغطرفية. والغطرفية مركبة من حديد وصفر ورصاص وأخلاط بجواهر مختلفة.
والغالب على زي أهلها في لباسهم الأقبية، والقلانس، كزي من وراء النهر، ولسانهم كلسان أهل السغد، وفي بعضه تحريف.
ونهر السغد المذكور يشق ربض بخارا وأسواقها، وهو آخر نهر السغد، ويصير بها إلى طواحين وضياع ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء يجاور بيكند ويقارب فربر يعرف بسام خاش.
وأقرب الجبال إلى بخارا جبل قرية وركه وهو جبل يمتد إلى سمرقند ويمتد حتى ينتهي إلى بحر الصين.
ومن الأمر الغريب، والاتفاق العجيب أنه ما أخرج من قلعتها جنازة وال قط، ولا عقد فيها لواء عسكر أو راية فخرج منها، فانهزم ذلك العسكر قط، وأهلها معروفون بحسن السيرة والديانة، وجميل المعاملة والأمانة، وبذل المعروف، وسلامة النية فضلوا بذلك جميع من بخراسان.
خرج من بخارا هذه أبو عبد الله صاحب ((الصحيح))، وخلق من الأعلام، وعلماء الإسلام .
पृष्ठ 82