الغيم إلى المشرق ، وسكنت الرياح ، وهاج البحر ، وأصغت البهائم بآذانها ، ورجمت الشياطين من السماء ، وحلف الله عز وجل بعزته لا يسمى اسمه على سقم إلا شفاه ، ولا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه ، ومن قرأ بسم الله الرحمن الرحيم دخل الجنة ، ذكره سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني . ( وقال صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يقول بسم الله الرحمن الرحيم إلا ذاب الشيطان كما يذوب الرصاص ) بفتح الراء . ( على النار ) قال ابن مسعود شيطان المؤمن مهزول . وقال قيس بن الحجاج قال لي شيطاني دخلت فيك وأنا مثل الجزور ، وأنا الآن مثل العصفور قلت : ولم ذلك ؟ قال : تذيبني بذكر الله تعالى . ( وقال صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يقول بسم الله الرحمن الرحيم إلا أمر الله تعالى الكرام ) أي على الله تعالى ( الكاتبين ) أي أعمال الناس ( أن يكتبوا في ديوانه ) أي صحائفه ( أربعمائة حسنة . وقال صلى الله عليه وسلم : من قال بسم الله الرحمن الرحيم مرة لم يبق من ذنوبه ) أي الصغائر ( ذرة ) وذكر أن بشرا الحافي رأى رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم وكان معه ثلاثة دراهم فأخذ بها طيبا وطيبها ، فنودي في سره كما طيبت اسمنا لنطيبن اسمك ( وقال صلى الله عليه وسلم : من كتب بسم الله فجود تعظيما لله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) . وفي رواية للخطيب البغدادي وابن عساكر عن زيد بن ثابت إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه ، أي إذا أردت كتابة ذلك فأظهر السين ووضح سننها إجلالا لاسم الله تعالى ( وقال صلى الله عليه وسلم إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم ) أي إذا أراد أن يكتبها ( فليمد الرحمن ) أي حروفه بأن يمد اللام والميم ويجوف النون ويتأنق ، أي يحسن في ذلك رواه الخطيب والديلمي عن أنس بن مالك ( وقال صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه وتعالى زين السماء بالكواكب ) وهي الشمس والقمر والنجوم ( وزين الملائكة بجبريل ) فهو نقيب الملائكة ( وزين الجنة بالحور والقصور ، وزين الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وزين الأيام بيوم الجمعة ، وزين الليالي بليلة القدر ، وزين الشهور بشهر رمضان ، وزين المساجد بالكعبة ، وزين الكتب بالقرآن ، وزين القرآن ببسم الله الرحمن الرحيم ) هذه عشرة أشياء مزينة بعشرة أشياء ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال بسم الله الرحمن الرحيم كتب اسمه من الأبرار ) أي الصادقين ( وبرىء من الكفر والنفاق ) . وعن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقل بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنها تسعة عشر حرفا ليجعل الله تعالى كل حرف منها جنة من واحد منهم . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال بسم الله الرحمن الرحيم غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) والمراد الصغائر ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا قمتم ) أي من المجلس أي مجلس كان ( فقولوا بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم فإن الناس إذا اغتابوكم يمنعهم الملك عن ذلك . وقال صلى الله عليه وسلم : إذا جلستم مجلسا ) أي مجلس كان ( فقولوا بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم فإن من فعل ذلك وكل الله به ملكا يمنعهم من الغيبة حتى لا يغتابوكم ) وقد نظم بعض أهل العلم رضي الله عنه المسائل التي تسن التسمية فيها فقال : | وتسمية الرحمن جل جلاله | لنا شرعت فاحرص عليها وأوصل | كذي الأكل والشرب اللذين تجملا | وغسل بها حال الطهور لغاسل | وعند ركوب جاز في الشرع فعله | على البر أو في البحر ثم لداخل | إلى مسجد أو بيته وللبسه | ونزع وإغلاق لباب المنازل | وإطفاء مصباح ووطء حليلة | له وصعود منبر خير حامل | وتغميض ميت ثم في اللحد جعله | خروج من المرحاض ثم لداخل | وعند ابتداء للطواف بكعبة | لها شرف الرحمن تشريف عادل | وعند وضوء ثم عند تيمم | ونحر فواظب كالحبيب المواصل | وبعد صلاة الله ثم سلامه | على المصطفى المختار خير الأفاضل |
1 ( الباب الرابع في فضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ) 1
قال بعض الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : صلى الله عشرا لمن
पृष्ठ 13