فمن تلك أن العامرية ضمها ... وبيتي نوار طالبَ منها اقترابها
أتتني تهادَى بعدَما مالتِ الطُّلى ... وعندي رداحُ الجَوفِ فيها شرابُها
فقلت لها إيهِ اطلبي كلِّ حاجةٍ ... لديّ فعندي حاجةٌ وطِلابُها
فقالت بحزنٍ حاجتي أنَّ واحدي ... حُبيش بأرضِ السندِ خوى سحابُها
فأقفل حُبيشًا واتخذ فيه منَّةً ... لغُصة أمٍ ما يسوغُ شرابُها
تميمُ بن زيد لا تكوننَّ حاجتي ... بظَهرٍ فلا يخفى عليك جوابُها
ولا تقلبنْ ظهرًا لبطنٍ صحيفتي ... فشاهدها فيها عليك كتابُها
فقد عَلِمَ الأقوامُ أنَّكَ فارسٌ ... شجاعٌ إذا ما الحربُ شبَّ ضِرابُها
فلما وردت عليه الأبيات قال للكاتب: أتعرف الرجل؟ فقال: كيف أعرف من لم ينسب إلى أب ولا إلى قبيلة، فقال: فاذهب واحضر بأبي كل من اسمه في الديوان حبيش، أو خنيس، أو حنيش، فأحضرهم وعددهم أربعون فأمر لكل واحد منهم بخمسمائة درهم، فقال: اقفلوا جميعًا إلى حضرة أبي فراس.
قلتُ: والذي عرض من لفظ خنيس، وحنيش، وحبيش، من دخول اللبس عليه، وتمكّن التصحيف فيه قد يعرض في علم النسب مثلُه في أسماء القبائل فإن (شيبان) في ربيعة، و(صبيان) في حمير، و(ضَبَّة)
1 / 14