وَأَصْحَاب الجدل والتمييز وَالنَّظَر والاستنباط والحجج على من خالفهم وأنواع الْكَلَام والمفرقون بَين علم السّمع وَعلم الْعقل والمنصفون فِي مناظرة الْخُصُوم وهم عشرُون فرقة يَجْتَمعُونَ على أصل وَاحِد لَا يفارقونه وَعَلِيهِ يتولون وَبِه يتعادون وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي الْفُرُوع وهم سموا أنفسهم معتزلة وَذَلِكَ عِنْدَمَا بَايع الْحسن بن عَليّ ﵇ مُعَاوِيَة وَسلم إِلَيْهِ الْأَمر اعتزلوا الْحسن وَمُعَاوِيَة وَجَمِيع النَّاس وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا من أَصْحَاب عَليّ ولزموا مَنَازِلهمْ ومساجدهم وَقَالُوا نشتغل بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة فسموا بذلك معتزلة وَالْأُصُول الَّتِي هم عَلَيْهَا خَمْسَة وَهِي الْعدْل والتوحيد والوعيد والمنزلة بَين المنزلتين وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر إِلَّا أَنهم يعدلُونَ إِلَى مَا هم بِهِ يجزون ويطالبون لِأَن أهل الصَّلَاة من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة يَقُولُونَ إِن الله وَاحِد قديم صَمد فَرد لَيْسَ كمثله شَيْء لَا شَبيه لَهُ وَلَا نَظِير وَلَا ند وَلَا عديل وَإنَّهُ عدل لَا يجوز وصادق لَا يكذب وَلَا يخلف الميعاد
بَاب الْمنزلَة بَين المنزلتين
وَأَنه من آمن بِاللَّه وَرُسُله وَكتبه وَدينه وَأحل الْحَلَال وَحرم الْحَرَام ثمَّ أصَاب فِي إيمَانه كَبِيرَة فَإِنَّهُ فَاسق لَا يُخرجهُ ذَنبه من الْإِيمَان إِلَى الْكفْر وَلَا يدْخلهُ فِي الْإِيمَان على التفرد وَإِنَّمَا هُوَ فَاسق لَا كَافِر وَلَا مُؤمن وَلَا مُسلم وَإِن كَانَ أقرّ بِاللَّه واسلم لَهُ فَإِن اسْم الْإِيمَان وَالْإِسْلَام لَا يعود لَهُ كَمَا يعود للَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَإِن الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَاجِب على جَمِيع النَّاس وَهَكَذَا جَمِيع الْأُمَم فرض
1 / 36