وقوله - عليه السلام - للذي قال هل بقي علي من بر والدي شيء أبرهما به بعد مماتهما ؟ (( فقال : نعم ، الصلاة لهما أو عليهما ))(¬5)، أي الدعاء لهما .
ومن كلام العرب ، قول الأعشى(¬1):
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
وقال آخر(¬2):
وقابلها الريح في دنها وصلى على دنها وارتسم
أي : دعا لهما بالسلامة من التغيير والفساد .
وأما القول الآخر بأن أصلهما الانحناء والانعطاف : فهي مأخوذة من الصلوين ، وهما عرقان في الظهر إلى الفخذين ينحنيان وينعطفان في الركوع والسجود فأصلهما في المحسوسات ، ثم عبر عن هذا المعنى مبالغة في التعطف والحنو .
قال الشاعر(¬3):
فما زلت في ليني له وتعطفي عليه كما تحنو على الولد الأم
فقولك : "صليت عليه" على هذا ، معناه : دعوت له دعاء من يحن عليه ويتعطف عليه . وقوله : "صلى الله على محمد" على هذا ، معناه : انحناء وتعطفا وترحما على محمد - صلى الله عليه وسلم - . وسموا الرحمة صلاة إذا أرادوا المبالغة في الرحمة .
पृष्ठ 114