============================================================
التهيد فى اصول الدين فصل فى اثبات خلق أفعال العباد وإذا فرغنا من إثبات الاستطاعة وكونها مقارنة للفعل لا سابقة عليه، فبعد ذلك نتكلم فى افعال الخلق فنقول: اختلف الناس فى الأفعال الاختيارية للخلق، فزعمت المعتزلة - لعنهم الله أن تدبير الله تعالى عنها منقطع، والخلق هم الذين يتولون إخراجها من العدم إلى الوجود، وإحداثها وليجادها واختراعها، إذ معنى هذه الألفاظ كلها الإخراج من اللعدم إلى الوجود، غير أن أوائلهم ما كانوا يتجاسرون على إثبات اسم الخالق للفاعل، ويساعدون أهل الحق فى قولهم: "أن لا خالق إلا الله، وكانوا يسمون الخلاثق موجودين محدثين مخترعين إلى أن نشا أبو على الجبائى(1)، فرأى أن لا فرق بين الإيجاد والتخليق، فسمى العباد خالقين لأفعالهم، ولم يبال من خرق الإجماع.
(1) أبوعلى الجياتى: محمد بن عبد للو هاب الجياتى، وابنه البوهاشم عيد السلام، وهما من معتزلة البصرة، اتفردا عن أصحابها بعسائل، وانفره أحدهسا عن صاحيه بمسسانل، ولما المسانل التى اتفردا بها عن أصحبهما، فمنها: أنهما اثبتا ارلدات حادثة لا فى محل يقون البارى تعالى بها موصوفا مريذا، وتظيتا لا فى محل إذا أراد أن يعظم ذاته، وفناء لا فى محل الذا ارلد أن يفنى القالم، وأخص أو صاف هذه الصفات يرجع إليه من حيث إنه تعالى أيضا لا فى مل، واثبات موجودلت هى أعراض أو فى حكم الأعراض لا معل لها كاثبات موجودات هى جواهر او فى حكم الجواهر لا مكان لها، وذلك قريب من مذهب القلاسفة حيث أثبتوا عقلا هد جوهر لا فن محل ولا فى مكان، وكذلك النفس للكلية، والعقول المفارقة... إلخ. انظر اللل والتحل للشهرستانى:
पृष्ठ 94