============================================================
التسهيد فى أصول الدين والعالم وللسميع والبصير على الله تعالى خوفا عن لزوم التشبيه لأن الحى منا حئ بحياة هى عرض حادث مستحيل البقاء، والله تعالى حى وله حياة أزلية ليست بحادثة ولا عرض ولا مستحيل البقاء، فإذا لا ينوب أحدهما مناب الأخرى، وكذا العالم منا عالم بعلم هو عرض مستحيل البقاء غير شامل على المعلومات اجمع، وهو ضرورى واستدلالى، والله تعالنى عالم وله علم ازلئ شامل على المعلومات أجمع، وليس بعرض ولا مستحيل البقاء، ولا ضرورى ولا مكتسب، وكذا فى سائز الصقات، فإذا لا مماتلة بين حياته تعالى وحياة الخلق، ولا بين علمه تغالى وعلم الخلق، ل ولا بين قدرته تعالى وقدرة الخلق(1)، واسم الحى والعالم والقادر لإثبات مطلق الحياة ومطلق العلم ومطلق القدرة، وثبوت هذه الضفات للقديم والمحدث لا يوجب المماثلة لما مر، فإطلاق الاسم لا يكون مثبتا للمماتلة، والله الموفق.
ولهذا قلنا: إن الله تعالى لا يوصف بالمائية لأنها عبسارة عن المجانسة وهى توجب المماظة بين المتجانسين من حيث استواؤهما فى الجنس والله تعالى ليس بذى جنس، فلا يكون له مائية، وما روى آربساب المقالات عن أبى حنيفة - رحمه الله - أن الله تعالى مائية لا يعرفها إلا هو، افتراء عليه.
(1) قالأمر آن للرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق، وان كل ما قام بذهنك فالله تعالى بخلافه.
पृष्ठ 35