============================================================
التمهيد فى أصول الدين فصل فى إثبات قدم الصانع
ثم إن صانع العالم قديم؛ إذ لو لم يكن قديما(1) لكان حادثا لما أنسه لا واسطة بين القديم والحادث؛ لأن القديم ما لا ابتداء لوجوده، والحادث ما لوجوده ابتداء؛ إذ لا واسطة بين السلب والإيجاب، ولو كان حادثا لافتقر إلى محدث آخر، وكذا الثانى والثالث إلى ما لا يتتاهى، ولصار حدوث للعالم متعلقا بما لا تصور لثبوته(2)، وما تطق حدوثسه بما لا تصور لثبوته يبقى على العدم، والعالم موجود مشاهد وحدوثه ثابت بالدليل؛ فعلم أن حدوثه لم يتعلق بما لا وجود له، فكان حصسوله متعطقا بصانع واحذ قديع، والله الموفق.
(1) قوله (قديا): اى ليس له ابتداع فقد كان ولا شيء معه سبحاته وتعالى (2) لأن هذه الصورة تفضى إلى التسلسل إلى ما لا نهاية له، والتسلسل باطل فى حكم العقلاء، وعد أهل السنة والجماعة.
पृष्ठ 25