============================================================
الشهيل شح معالمر العدل والتوحيل المسلك الثاني: الجسم إما حادث وإما قديم، ومحال أن يكون قديما؛ لأنه لو كان قديما لوجب سبقه على هذه الحوادث سبقا لا أول له، وقد دللنا على وجوب مقارنته لها، فإذا بطل أن يكون قديما وجب حدوثه، فثبت بما قدمنا حدوث الأجسام، وهو المطلوب ولله الحمد.
القول في إثبات الصانع اعلم أن المثبتين للصانع بواسطة حدوث العالم فريقان: أحدهما من يزعم أن دلالة الحادث على المحدث ضرورية وهو أبو الحسين وأصحابه.
والثاني من يزعم أنها نظرية ثم هم قسمان: الأول الذين يستدلون بالإمكان وهي طريقة الخوارزمي، والثاني الذين يعتمدون طريقة القياس بأن يثبتوا كون العبد موجدا لأفعاله أولا ثم يثبتون أن حاجة أفعاله إليه لكونها حادثة، ثم إذا ثبت لهم حدوث الأجسام لزم أن تكون محتاجة إلى الفاعل، وهذه هي طريقة أصحاب أبى هاشم، والمعتمد في إثبات المؤثر هو ل أن العالم مخدث وكل ثخدث فله ثخدث، فالعالم له محدث ].
بيان أن العالم محدث بما مر، وبيان أن كل محدث فله محدث أن كل محدث فهو ممكن الوجود، وكل ممكن الوجود فهو محتاج في وجوده إلى مؤثر. بيان أن كل محدث فهو ممكن الوجود أن المحدث إما أن لا تكون حقيقته قابلة للعدم أو تكون قابلة له، فإن لم تكن قابلة للعدم لم تكن معدومة قط فكانت موجودة أبدا، وكان واجب الوجود وإن كانت حقيقته قابلة للعدم فهي أيضا قابلة للوجود، فكانت ممكنة الوجود؛ لأنا لا نعني بالممكن إلا ذاك.
पृष्ठ 70