============================================================
النهيد شرح معالمر العدل والنوحيل القصد إلى إيجاده، ثم إذا وجد فلا بدوأن يصير عالما بوجوده، وذلك يقتضي وقوع التغير في علم الله تعالى وهو محال.
والجواب من وجهين: أحدهما أن من العلماء من ذهب إلى أن العلم بأن الشيء سيوجد هو علم بوجوده إذا وجد فمن ذهب إلى هذا فقد سقط عنه الاشكال، ومن سلم أنه لا بد من تجدد علم آخر وهو أبو الحسين فإنه يقول بأن ذلك التعلق الأزلي باق، ولكنه تجدد تعلق آخر بوجوده. فإن عنيتم بالتغير هذا فليس فيه محال.
وثانيهما هب أنا سلمنا لكم أن الأجسام قديمة فلا شك في حدوث الأعراض، فكل ما تقولونه في حدوث الأعراض فهو قولنا في حدوث الأجسام.
الشبهة الرابعة: قوهم وجود العالم إما أن يكون صحيحا أو لا، فإن كان محالا لم يصح وجوده أصلا، وإن كان صحيحا فإما أن تقولوا إن لصحة وجود العالم بداية أو تقولوا ليس لها بداية، فإن قلتم إن لها بداية فهو باطل؛ لأن معنى أن لها بداية هو أن العالم ممكن الوجود فيما لا يزال لذاته وقبل أن كان ممكن الوجود لذاته كان ممتنع الوجود لذاته، فإذا جوزتم ذلك جاز ذلك في جميع المعلومات الممتنعات، فحينئذ لا نأمن أن يصير اجتماع الضدين مكنا لذاته بعد أن كان ممتنعا لذاته، وكذلك لا يمكنكم الاستدلال بحدوث العالم على اثبات الصانع؛ لأنه إذا جاز أن يقال إن ذلك الإمكان كان ممتنعا لنفسه ثم انقلب واجبا لعينه جاز في وجود العالم كذلك، حتى يقال: إنه كان قبل حدوثه ممتنعا لعينه ثم انقلب
पृष्ठ 68