============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل والجواب: أما ما ذكره أولا من أن المقدمة الثانية إعادة الأولى، قلنا: لا نسلم، وبيانه أن المطلوب هاهنا ثبوت الحدوث للعالم، ومن الجائز أن يكون للشيء صفات بعضها بينة الثبوت له وبعضها غير بينة الثبوت له، وهذا الذي لا يكون بين الثبوت للشيء يكون بين الثبوت لما هو بين الثبوت له، ولا جرم أنا نكتسب اللازم المجهول بواسطة اللازم المعلوم؛ لأن كل مطلوب لا بد فيه من موصوف وصفة، والمطلوب هو حصول تلك الصفة لذلك الموصوف، فإذا كان ذلك الحصول مجهولا فلا بد من ثالث ينتسبان إليه انتسابا معلوما لتصير تلك النسبة المجهولة بواسطة الشيئين المعلومين معلومة، فالصفة هي الحدوث والموصوف هو الجسم والحدوث مجهول الثبوت للجسم وهو معلوم الثبوت للعرض، والعرض معلوم الثبوت للجسم، فتصير النبة المجهولة وهي حدوث الجسم معلومة بواسطة الشيثين المعلومين اللتين هما حدوث العرض وملازمة الجسم.
وأما ما ذكره ثانيا: من أن العلم بحدوث العالم إما أن يكون حاصلا عن أحدهما أو مجموعهما. قلنا: الحق أن حصوله عن الكبرى بشرط الثانية قوله: إذا لم يكن كل واحد منهما مؤثرا عند الانفراد فالمجموع لا يكون مؤثرا. قلنا: لا شك أن المقدمتين عند الاجتماع يثبت هما وصف الاجتماع، فبالطريق الذي عقل لهما حصول وصف الاجتماع وإن كان ممتنعا حصوله لأحدهما فليعقل ذلك أيضا في تأثيرهما في النتيجة.
و أما ما ذكره ثالثا من أن دلالة الحدوث إما أن يكون هو قولنا لم تخل من حوادث فقط أو قولنا أنها لم تخل من حوادث لها بداية، قلنا: الحق هو الثاني، قوله هو نفس المطلوب قلنا: ان ضرورة التلازم تدعو إلى مثل هذا التقرير؛ لأنه لا بد من ذكر وسط يتفقان فيه حتى يقيم النظم ويتحقق حصول المطلوب.
النوع الثاني: ما يتعلق بأمور خارجة وهي خمس:
पृष्ठ 64