============================================================
الشهيد شح معالر العدل والتوحيل وجوابه: إن كل من أتى بالنظر على الوجه الذي بيناه وعلم ما اشترطنا في إفادته للعلم استحال أن يبدو له عن ذلك؛ لأن علمه الضروري بالمقدمات إذا حصل استحال تطرق الخلل إليه، وكذلك العلم الضروري بصحة الترتيب، وكذلك العلم الضروري بلزوم المطلوب، وإذا استحال تطرق الخلل إلى واحد من هذه العلوم استحال تطرق الخلل إلى النتيجة، وإذا لم يأت بالنظر على هذا الوجه فهو النظر الفاسد، ولا نزاع في أنه لا يفيد العلم أصلا.
القول في وجوب النظر وكونه أول واجب.
أما وجوب النظر فيدل عليه أمران: أحدهما أن معرفة الله تعالى واجبة لكونها لطفا، وتحصيلها لا يكون إلا بالنظر لتعذر سائر الوجوه، فيجب أن يكون واجبا، وبيان كونها لطفا هو آن من عرف الله كان أقرب إلي تحصيل الواجب والكف عن مواقعة القبيح، ولا نعني باللطف إلا هذا.
وبيان أنها لا تحصل إلا بالنظر هو أن الطريق إلى تحصيل المعرفة لا يخلو من أمور أربعة: اما الحس أو البديهة أو الخبر أو النظر.
أما الحس والبديهة فنعلم ضرورة أنهما ليسا طريقين إلى معرفة الله تعالى، وأما الخبر فالمتواتر إنما يفيد العلم إذا كان مستندا إلى المشاهدة، وأما الآحاد فليس موصلا إلى العلم.
فإذا بطلت هذه الأقسام لم يبق طريق إلى المعرفة إلا النظر، وهو المطلوب.
وثانيهما أن النظر يندفع به الضرر عن النفس، ودفع الضرر واجب، فالنظر أيضا واجب.
पृष्ठ 50