============================================================
النهيد شح معالمر العدل والترحيل وجوابه أنا قد بينا أنا نعني بالنظر مجموع علوم تتوقف إفادتها للعلم على مجموع تلك العلوم الأربعة، وبيناها أن اقتضاءها للعلم النظري حاصل بالضرورة، فمن عرف النظر بهذه الصفة علم كونه مفيدا للعلم بلا مرية.
وثانيها: قولهم إذا نظرنا وتفكرنا وحصل لنا عقيب نظرنا وتفكرنا اعتقاد فعلمنا بكون ذلك الاعتقاد علما إما أن يكون ضروريا أو نظريا، والأول باطل؛ لأن الضروري من جهة اشتراك العقلاء فيه، وخصم ذلك الناظر غير معترف بأن الاعتقاد الذي حصل له عقيب نظره علم، والثاني أيضا باطل؛ لأن الكلام فيه كالكلام في الأول فيفضي إلى التسلسل، وهو محال.
وجوابه أنا نعلمه ضرورة؛ لأنا إذا عرفنا أنه لازم عن العلوم الضرورية، وعرفنا بالضرورة أن اللازم للعلم الضروري يجب أن يكون صحيحا، فحينئذ يحصل العلم اليقين بأن ذلك الاعتقاد الحاصل عن النظر علم.
وثالثها أن إفادة النظر للعلم إما أن تتوقف على العلم بدلالة الدليل أو لا تتوقف، فإن توقفت فهو باطل؛ لأن دلالة الدليل على المدلول أمر إضافي، والعلم بالإضافة مسبوق بالعلم بكل واحد من المضافين، فيلزم الدور، وإن لم تتوقف إفادة النظر للعلم على العلم بدلالة الدليل كان المدلول أجنبيا عنه، فينقطع التعلق بينه وبينه، ولا يكون النظر مفيدا للعلم بالمدلول.
ال وجوابه أنا نقول: إن العلم بإفادة النظر للعلم لا يتوقف على العلم بدلالة الدليل، ولكنها تتوقف على العلم بوجه دلالة الدليل، وفرق بين نفس الدلالة ووجه الدلالة؛ فدلالة العالم على الصانع كونه بحال يلزم من ثبوته ثبوت الصانع، وهذا أمر إضافي، والعلم
पृष्ठ 48