271

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والترحيل كذلك فلو جوزنا القدح في هذه القضية مع كونها معلومة بالفطرة جاز القدح في سائر القضايا الضرورية، وذلك يجر إلى السفسطة، وإنه محال.

وجوابه أنا لا نسلم أن الفطرة تأبى وجود موجود غير حاصل في الجهة لا بالأصالة ولا بالتبعية، وكيف لا وقد شهدت له الأدلة وقامت على إيضاحه البراهين. لا يقال: إنه لا يعقل موجود لا في جهة؛ لأنا نقول: ما تريدون بقولكم إنه لا يعقل؟ أتريدون به أنه لم يشاهد له نظير، أو تريدون به أنه لا يمكن اعتقاده، فإن كان الأول فلم متعتم من إثبات ما لا نظير له، وهذا فإن الأشخاص الإنسانية مشتركة في معنى الإنسانية، والقدر المشترك فيه هو أن له شكلا ومقدارا وحيزا، وهذا ليس بمشترك فيه بين الأشخاص ذوات الأشكال والأحياز والمقادير، فإذا كانت الفطرة الأولية لا غنى لها عن الاعتراف بإثبات ما ليس له نظير فكيف يقال بأنها تأبى إثبات موجود لا نظير له. وإن كان الثاني فلا نسلمه أيضا وقد علمنا ذاتا قديمة قادرة عالمة لا تشبه سائر الذوات، ودللنا على ثبوتها في الوجود.

وأما الشبه السمعية، فقد تمسكوا بالآيات التي تشعر ظواهرها بإثبات الأعضاء والجوارح، أما في الوجه فقوله تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإثرام)(1)، وأما في العين فقوله تعالى: (تجري بأعيينا)(2)، وأما في اليد فقوله تعالى: (ما عملت أيدينا)(3)، وأما في الجنب فقوله تعالى: (على ما فرطت في جنب الله)(4)، وأما في الساق فقوله تعالى: ا- سورة الرحمن: آية 27.

2-سورة القمر: آية 14.

3- سورة يس: آية 71.

4 - سورة الزمر: آية 56.

पृष्ठ 271