============================================================
الشهيد شح معالم العدل واللوحيل النظر الثاني في قسمته وتنقسم الحروف إلى مفردة ومركبة.
أما المفردة فتوعان: مهملة ومستعملة.
أما المستعملة فهي حروف العربية السبعة والعشرون، وربما وجد حروف آخر مستعملة غير هذه، وإذا كان كذلك فحصر الحروف في عدد معين بدلالة قاطعة لا سبيل إليه.
و أما المهملة فهي الباء التي كالفاء والطاء التي كالتاء والظاء التي كالثاء، وهي مستهجنة لا توجد في فصيح الكلام.
وأما المركبة فالنظر فيها من وجهين: في الكمية، والكيفية.
أما الكمية فقد قيل: إن أعدل المركبات الألفاظ الثلاثية، لأمرين: أما أولا فلا بد من طرفين ووسط، وهذا لا يحصل إلا في الثلاثية؛ لأن الثنائية ناقصة، وما فوق الثلاثية فهو زائد، والمعتدل هو الثلاثي.
و أما ثانيا فهو أن الحرف الأول لا بد أن يكون متحركا، والموقوف عليه لا بد أن يكون ساكنا، وبينهما منافرة، فلا بد من وسط معدل، فإذن الاعتدال لا يحصل إلا في الثلاثي: وأما الكيفية فمنها المتلائم ومنها المتنافر، فمتى سهلت مخارجها وعذبت أحرفها فهي متلائمة، ومثال المتلائم كقوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة)(1). ومتى عسرت مخارجها وصعبت الألفاظ فهي متنافرة، ومثال المتنافر نحو قولك: عفحق.
1- سورة البقرة: آية 179.
पृष्ठ 265