============================================================
السهيد شح معالم العدل والتوحيل يدرك إلا بوصول الهواء الحامل له إلى سطح الصماخ، فظن الناقل لأجل ذلك أنه يذهب إلى ان الصوت جسم، ويدل على بطلان كونه جسما أمران: أما أولا فلأن الأجسام باقية والأصوات ليست بباقية، فيجب أن يكون الصوت غير و وأما ثانيا فهو أن الأجسام مدركة لمسا ونظرا، والصوت ليس كذلك، فبطل كونه جسما.
الثالث في كيفية إدراكه، وقد ذهب أكثر المتكلمين إلى أن إدراك الصوت إنما هو في محله، ولا حاجة في إدراكه إلى انتقال محله.
ل وحكي عن النظام أن الصوت لا يدرك إلا بوصول الهواء الحامل له إلى سطح الصماخ، ويدل على إدراكه في محله أمور ثلاثة: أولها أنا إذا سمعنا الصوت عرفنا جهته، ولو كنا إنما ندركه بوصوله إلى أصمختنا(1) لما أدركنا جهته التي منها وصل إلينا، ألا ترى أنا لما لم ندرك الملموس إلا حال وصوله إلينا لم يفرق اللامس من أي جهة جاءه فلما أدركنا التفرقة في الصوت عرفنا أنه يدرك في محله.
وثانيها أن الإنسان قد يسمع كلام غيره وإن حال بينهما الجدار، فقد حصل الإدراك من غير وصول الهواء إلى الصماخ، وهذا يدل على أن إدراكه في محله.
وثالثها أن الصوت قد ثبت أنه غير باق، فلو كان لا يدرك إلا بانتقال الهواء إلى الصماخ لكان يجب أن يكون باقيا أو أن لا يدرك أصلا، وهذا محال.
واحتج النظام بأمرين: - جمع صماخ وهي الآذان.
पृष्ठ 262