============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل مريدا له؛ فلما مضى في مسألة الإرادة من أن اختصاص الفعل بوقوعه على وجوهه المختلفة لا يمكن إلا بالإرادة.
وجوابه من وجهين: أما أولا فلا نسلم أنه تعالى خالق لأفعال العباد، وبيانه ما مر في مسألة خلق الأعمال، فإنا قد أنهينا القول فيه نهايته، وبينا أن العلم بالايجاد ضروري لا مدفع له إلا بالمكابرة، وإن اسناد أفعال العباد إلى غيرهم يبطل الحس والبديهة، ولا يبقى للأمر والنهي فائدة، وفي ذلك استيصال لقاعدة الدين، وهدم لأصول الشريعة.
و أما ثانيا فهب أنا سلمنا ذلك، فلم قلتم إنه يجب أن يكون مريدا لكل واقع.
بيانه إن عندكم أن الله تعالى يخلق القبائح ثم ينهى عنها، فإذا جاز أن يخلقها ثم ينهى عنها فلم لا يجوز أن يخلقها مع أنه كاره لها وساخط لوقوعها.
الشبهة الثانية ففي كونه تعالى غير مريد لما لم يحدث قالوا: إن كل ما لم يحدث ولا هو مما سيحدث فالله تعالى عالم باستحالة حدوثه، والعالم باستحالة حدوث الشييء يستحيل أن يكون مريدا له. وإنما قلنا إن كل ما لم يحدث ولا هو مما سيحدث فالله تعالى عالم بأنه لا يدخل في الوجود، وما علم الله أنه لا يوجد استحال وجوده؛ لأن خلاف معلومه تعالى محال. فإذا كان الله عالما بكل المعلومات وجب آن يكون عالما باستحالة حدوثه، وإنما قلنا إن العالم باستحالة حدوث الشيء يستحيل أن يكون مريدا له؛ فلأن العلم الضروري حاصل بأن الإرادة لا تتعلق إلا بالأمور الجائزة، فأما الأمور المستحيلة فلا.
وجوابه من وجهين:
पृष्ठ 241