============================================================
السهيد شح معالم العدل والتوحيل محال. وأيضا فالقبيح دلالة على الجهل والحاجة، وهما محالان على الله تعالى، فثبت أنه غير مريد للقبيح الوجه الرابع الإتيان بما يريده الغير طاعة لذلك الغير، فلو أراد الله تعالى من الكافر الكفر لكان الكافر مطيعا لله تعالى بكفره، وكل مطيع لله تعالى فهو مستحق للثواب بالاجماع، فيلزم أن يكون الكافر مستحقا للثواب، وإنه باطل. وإنما قلنا إن الإتيان بمراد الغير طاعة له؛ فلما قدمناه في كونه مريدا للطاعات، ولوجوه ثلاثة: أما أولا فما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان في بعض الأسفار فضرب الأرض بعقبه فنبع الماء فقال أبو طالب - وفي رواية: العباس رضي الله عنه -: يا محمد إن ربك ليطيعك. فقال عليه الصلاة والسلام: "وأنت إن أطعت الله أطاعك"(1). أي إن فعلت ما أراده يفعل لك ما أردت.
وأما ثانيا فروي عن عمر أنه قال: أطاعني ربي في ثلاث (2). فوصف الله تعالى بكونه مطيعا له لما فعل ما أراده.
وأما ثالثا فقول سويد: رب مسن أتضحت غيظا صذره قذتمتى لي موتالم يطغ(3) اي لم يقع له ما أراده ولم يفعل له، فثبت أن الله تعالى لا يريد شيئا من القبائح.
ا- افيئمي: مجمع الزوائد (كتاب الجنائز - باب عيادة غير المسلم) 300/2، وقال عنه: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الهيثم بن جماز البكاء وهو ضعيف.
2- البخاري (كتاب الصلاة - باب ما جاء في القبلة) 89/1، حديث رقم 404، وفيه: "وافقت ربي في ثلاث".
ومسلم (كتاب فضاثل الصحابة - باب من فضايثل عمر رضي الله عنه) 2/ 1027 حديث رقم 1359.
3- هو سويد بن أبي كاهل اليشكري، والبيت من بحر الرمل.
पृष्ठ 237