============================================================
السهيد شح معالمر العدل والنوحيد الشبهة الأولى قالوا: قد ثبت أنه تعالى عالم، والعلم جزء من مفهوم العالم، وحصول الحقيقة مع بطلان جزء من أجزائها محال، فإذا ثبت أنه تعالى عالم وجب أن يكون له علم، أما أنه تعالى عالم فللبرهان السابق وتسليم الخصم. وأما أن العلم جزء من مفهوم العالم فالذي يدل عليه أن من لا يخطر بباله العلم لا يمكنه أن يعقل العالم ولا يفهم حقيقته، فلهذا قلنا إنه جزء من مفهومه. وأما أن حصول الحقيقة مع بطلان جزء من أجزائها محال فالذي يدل عليه أن الحقيقة إذا صارت مركبة من آجزاء كان معقولها متوقفا على فهم تلك الأجزاء؛ لأن كل جزء من أجزاء تلك الحقيقة على حظ من مفهوم الحقيقة.
وجوابه من وجهين: أما أولا فنحن نسلم أن العلم جزء من مفهوم حقيقة العالم وأن فهم الحقيقة من دون كمال أجزاثها محال، ولكن نقول: ما تريدون بالعلم الذي هو جزء من مفهوم حقيقة العالم ؟
فإن أردتم به التعلق الحاصل بين العالم والمعلوم فهذا صحيح وهو موجود في حقه تعالى، وان أردتم به معنى قائما بنفسه مغايرا لذاته تعالى فهذا فيه النزاع، ولا نسلم أنه أصل في حقيقة العالم ولا جزء من مفهومها.
وأما ثانيا فلو كان الغرض بالعلم هو الذات المغايرة لذاته تعالى لكان يجب ألا يفهم العالم عالما إلا من فهم هذا المعنى، ونحن على قطع من حال العقلاء أنهم يفهمون العالم وإن ميخطر ببال أحد منهم هذا المعنى، فكيف يقال إنه جزء من مفهوم العالم.
الشبهة الثانية قالوا: المصحح لكون العالم عالما وكون القادر قادرا إنما هو صفة الحي، إذ يستحيل أن يكون قادرا وعالما وليس بحي، فإذا(1) استحال حصول القادرية والعالمية من دون مصححهما فيجب آن يستحيل حصولهما من دون موجبهما، وهما العلم والقدرة؛ لأن - جاءت في الأصل هكذا: فإذا إذا.
पृष्ठ 211