183

============================================================

الشهيل شح معالم العدل والنوحيد مستحيلتين لما ثبتا، وأما إن ما كان كذلك فهو حي؛ فلأنا لا نعني بالحي إلا ذاك فإذن هو المسألة الثانية في كونه تعالى سميعا بصيرا اتفق أهل القبلة على وصف الله تعالى بكونه سميعا بصيرا، وورد به الشرع ويتحصل مقصودنا من المسألة بالبحث عن أمرين: الأول منهما في فائدة وصفنا له تعالى بكونه سميعا بصيرا فالذي ذهب إليه الشيخان أبو علي وأبو هاشم وأصحابهما البصريون أن معنى وصفنا له تعالى بذلك أنه تعالى مختص بصفة لكونه عليها يصح منه أن يسمع المسموع ويبصر المبصر إذا وجدا، وتلك الصفة هي كونه تعالى حيا بشرط ألا تكون به آفة. وقالوا: إن قولنا سميع بصير موضوع لهذه الصحة، وهذا يوصف النائم بأنه سميع بصير وإن كان غير سامع ولا مبصر في الحال لما كان يصح منه أن يسمع ويبصر على حال. وقالوا: إنه تعالى سميع بصير في الأزل لما كان حيا لا آفة به في الأزل، فلما كان المعنى حاصلا في الأزل وصفوه به، وقد حكي عن أبي هاشم أنه ذكر في بعض كتبه أن للسميع البصير حالة زائدة على كونه حيا لا آفة به. والصحيح من قوله ما ذكره في سائر كتبه من أن المرجع بهما إلى كونه حيا لا آفة به من غير حالة زائدة.

وذهب الكعبي وسائر البغداديين إلى آن معنى وصفنا لله تعالى بكونه سميعا بصيرا أنه تعالى عالم بكل ما يعلمه غيره من جهة السمع والبصر على جهة المبالغة. قالوا: ووجوه المبالغة من وجهين: أما أولا فلأن ما ندركه بهاتين الحاستين اكثر مما ندر كه بسائر الحواس.

पृष्ठ 183