180

============================================================

الشهيد شرح معالمر العدل والنوحيل الحالة الثالثة وهي بين هاتين الحالتين، وذلك أن يحصل له حالة كلية غير متعددة هي بالقوة محيطة بكل المعلومات وبالفعل غير متعددة ، فياضة بالتفاصيل، وهذه عندهم هي حالة القديم تعالى في كونه عالما بكل المعلومات.

فهذه خلاصة مذهبهم في عالميته تعالى، ولهم على ثبوت كونه تعالى عالما بكل المعلومات أسئلة ثلاثة: السؤال الأول قالوا: لا نسلم أنه تعالى يصح أن يعلم جميع الأشياء. قولكم: إنه تعالى حي، والحي يصح أن يعلم كل شيء. قلنا: إما أن تفسروا الحي بأنه الذي لا يستحيل أن يعلم أو تفسروه بأنه الموصوف بصفة لأجلها لا يستحيل أن يعلم، فإن فسرتوه بالأول لم يصح؛ لأنا وإن سلمنا أنه يصح أن يعلم في الجملة فلم قلتم إنه يلزم من حيث كونه يصح ان يعلم في الجملة كونه بحيث يصح أن يعلم جميع المعلومات، فلا نسلم آنه حي بهذا المعنى. وإن فسرتموه بالثاني فنحن لا نسلم هذه الصفة، ثم لثن سلمناها فهي إنما تقتضي كونه يصح أن يعلم في الجملة، فمن أين أنها تقتضي صحة كونه عالما بجميع المعلومات.

وجوابه أنا سواء فسرنا الحي بالمعنى الأول أو بالمعنى الثاني فإنا نعلم ضرورة أن كل من صح أن يعلم شيئا صح عليه أن يعلم كل شيء، ولا تختص هذه الصحة بمعلوم دون غيره، والنزاع في هذا مكابرة.

لا يقال: أليس الواحد منا حي ومع ذلك يستحيل أن يعلم معلومات لا نهاية لها على التفصيل؛ لأنا نقول: الممتنع ها هنا حصول تلك العلوم على الجمع، فأما حصول كل واحد منها على الانفراد فذلك مما لا نزاع فيه.

पृष्ठ 180