المقالة الخامسة
1
[aphorism]
قال بقراط: التشنج الذي يكون من الخربق من علامات الموت.
[commentary]
ص: التشنج الذي لا يبرأ هو الحادث من اليبس. وذلك عندما تسري قوة الخربق في البدن فتجفف جوهر العصب تجفيفا قويا. وقد يعرض التشنج لهذا الشارب بسبب اللذع على طريق مشاركة العصب في الألم لفم المعدة وهو سهل. وذلك يعرض لفرط استفراغه كما يعرض من اليهضة وخاصة في العضل * الذي (1) في باطن الساق.
2
[aphorism]
قال بقراط: التشنج الذي يحدث من جراحة من علامات الموت.
[commentary]
ص: ليس يجب ضرورة أن يموت لكن في الأكثر. وسبب هذا التشنج بورم الأعضاء العصبية وأول ما يتشنج ما كان من الأعضاء بحذاء الموضع الوارم. فإذا صارت تراقت حتى صارت إلى أصل العصب استحوذ على البدن كله.
3
[aphorism]
قال بقراط: إذا جرى من البدن دم كثير وحدث فواق وتشنج فتلك علامة رديئة.
[commentary]
ص: وهذا يعرض من اليبس.
4
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث التشنج أو الفواق بعد استفراغ مفرط فهو علامة رديئة.
[commentary]
وقد مضى تفسيره.
5
[aphorism]
قال بقراط: إذا * عرض (2) للسكران سكات بغتة فإنه يتشنج ويموت إلا أن يحدث به (several words are missing)
[commentary]
(several words are missing) من امتلاء العصب فإن الخمر يملأ العصب سريعا وينفذ فيه بلطافة، إلا أن حرارته قد تجفف الرطوبة المتولدة منه وقد تفعل الحمى ذلك. فمتى لم يقو على ذلك ولم ينحل إلى أقصى للوقت * المحمود (3) ينحل فيه الخمار على حسب اختلاف الأمزجة، وهذا ثلاثة أيام مات.
6
[aphorism]
قال بقراط: من اعتراه التمدد فإنه يهلك في أربعة أيام. فإن جاوز الأربعة فإنه يبرأ.
[commentary]
ص: التمدد من الأمراض الحادة والطبيعة لا تحتمل تعب تمديده مدة طويلة.
7
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه الصرع قبل نبات الشعر في العانة فإنه يحدث له انتقال. فأما من عرض له وقد أتى عليه من السنين خمس * وعشرون (4) سنة فإنه يموت وهو به.
[commentary]
ص: يعني بالانتقال انقضاء المرض ومدة نبات الشعر في العانة ما بين انقضاء الأسبوع الثاني وبين أن يأتي على الفتى خمس وعشرين سنة. وقد نبه بالتغير الذي يحدث في السن على ما ينبغي أن يفعل وهو استعمال السخن PageVW0P016A والتجفيف فإن مادة الصرع بلغمية باردة. وكما أنه ليس من انتقل في السن يبرأ إذا لم يعاون بالتدبير الحميد لذلك ليس جميع من أصابه ذلك بعد خمس وعشرين سنة * يفعل (5) فيه أحسن التدبير.
8
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه ذات الجنب * فلم (6) ينق في أربعة عشر يوما فإن حاله يؤول إلى * النضج (7) .
[commentary]
ص: يعني النقاء أن يستفرغ بالنفث فمتى لم ينق في هذه المدة إلى الانفجار والإنصاب إلى الفضاء الذي بين الصدر والرئة وهو الذي عنى به النضج.
9
[aphorism]
قال بقراط: أكثر ما يكون السل في السنين التي بين * ثماني (8) عشرة وبين خمسة وثلاثين سنة.
[commentary]
ص: * أشار (9) بما قال إلى أن هذه العلة تعتري الفتيان ونهاية سنهم * خمس (10) وعشرون، ويعتري الشبان ونهاية سنهم خمس وثلاثون.
10
[aphorism]
قال بقراط: من أصابته ذبحة فتخلص منها فمال الفضل إلى رئته فإنه يموت. فإن جاوزها صار إلى التقيح.
[commentary]
ص: سبب الموت هاهنا الاختناق. فإن جاوز السبعة ومال إلى الرئة عرض بعد المدة.
11
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان سل فكان ما يقذفه بالسعال من البزاق منكر الرائحة إذا ألقي على الجمر وكان شعر الرأس ينتثر فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: بين الرائحة بسبب رداءة القرحة، وتناثر شعره بسبب نقصان الغذاء جدا. وذلك منذر بالهلاك.
12
[aphorism]
قال بقراط: من تساقط شعر رأسه من أصحاب السل ثم حدث له اختلاف فإنه يموت.
[commentary]
ص: الاختلاف في هذه الحالة يدل على ضعف القوة جدا.
13
[aphorism]
قال بقراط: من قذف دما زبديا فقذفه إنما هو من رئته.
[commentary]
ص: الدم الزبدي يدل على أن القرحة في الرئة، وليس متى كانت قرحة في الرئة كان من ضرورته أن يكون الدم زبديا. وفي بعض النسخ «من تقيأ» وإنما استعمله على طريق الاستعارة.
14
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بمن به السل اختلاف دل على الموت.
[commentary]
ص: الاختلاف يدل على الموت، إلا أنه إذا كان تناثر الشعر دل على قرب الموت.
15
[aphorism]
قال بقراط: من آلت به الحال في ذات الجنب إلى التقيح فإنه إن استنقى في أربعين يوما من اليوم الذي انفجرت فيه المدة فإن علته تنقضي. وإن لم يستنق في هذه المدة فإنه يقع في السل.
[commentary]
ص: جعل حد الاستنقاء في ذات الجنب اليوم الرابع عشر وحده في أصحاب المدة يوم الأربعين. فإن لم ينق بالنفث في أربعين يوما آل الأمر إلى السل لأن المدة تعفن وتتأكل الرئة.
16
[aphorism]
قال بقراط: الحار يضر من أكثر استعماله هذه المضار PageVW0P016B يؤنث اللحم ويفتح العصب ويخدر الذهن ويجلب سيلان الدم والغشي ويلحق أصحاب ذلك الموت.
[commentary]
ص: إنما الحار إذا أفرط في استعماله يؤنث * اللحم (11) ويرخي العصاب ويحلل الدماغ فيحدث ضعف الذهن، ويحدث في المنتهى لانبعاث الدم وسيلان الدم، ويلحق ذلك الغشي ثم يلحق الغشي الموت.
17
[aphorism]
قال بقراط: وأما البارد فيحدث التشنج والتمدد والاسوداد والنافض التي يكون معها حمى.
[commentary]
ص: يعني المفرط البرد لأنه كما ينحل جوهر العصب بإفراط استعمال الماء الحار، كذلك ينضغط بالماء البارد فيحدث التشنج والتمدد والاسوداد والحمى ذات النافض.
18
[aphorism]
قال بقراط: البارد ضار العظام والأسنان والعصب والدماغ والنخاع. وأما الحار فهو موافق نافع لها.
[commentary]
ص: وهذا لأن ما كان من الأعضاء عديم الدم سارعت نكاية البرد إليه بسبب ذلك.
19
[aphorism]
قال بقراط: كل موضع قد برد فينبغي أن يسخن إلا أن يخاف عليه انفجار الدم منه.
[commentary]
ص: وهذا لأن علاج الضد بالضد إلا إذا حصر حفر ما هو أعظم خطرا فيبدأ به أولا ولذلك استثنى حال انفجار الدم.
20
[aphorism]
قال بقراط: البارد ولذاع القروح ويصلب الجلد ويحدث من الوجع ما يكون معه تقيح ويسود ويحدث النافض التي يكون معها حمى والتشنج والتمدد.
[commentary]
ص: إنما قال لذاع للقروح لأن حقيقة اللذع للحار فإنه يلذع بنفوذه والماء البارد لا ينفذ في الجلد إلا إذا كانت قرحة تغوص ويصل إلى قعره فيحدث لذع. فإن لم * تكن (12) قرحة لم يلذع لكن صلب الجلد ويبرد الحرارة الغريزية التي بها يكون التقيح ويمنع الأشياء المحدثة للوجع من أن يتحلل.
21
[aphorism]
قال بقراط: ربما صب على من به تمدد ومن غير قرحة وهو شاب حسن اللحم في وسط من الصيف ماء بارد كثير فأحدث فيه انعطافا من حرارة كثيرة فكان يخلصه بتلك الحرارة.
[commentary]
ص: الماء البارد إنما يشفي هذا المرض بطريق العرض عند انعطاس الحرارة فيمن كان قوي الحرارة وامتناعها من التحلل بسببه. وهذا في التشنج الذي ليس معه قرحة، فإن البارد منه أضر * الأشياء (13) في التشنج الذي بسبب القرحة.
22
[aphorism]
قال بقراط: الحار مقيح لكن ليس في قرحة وذلك من أعظم العلامات دلالة على الردئة * والأمن (14) ، ويلين الجلد ويرققه ويسكن الوجع ويكسر عادية النافض والتشنج والتمدد ويحل الثقل العارض في الرأس وهو من أوفق الأشياء للعظام المكسورة وخاصة للمعرى منها ومن العظام خاصة لعظام الرأس، ولكل ما أصابه البرد أو قرحة وللقروح التي تسعي وتتأكل وللمقعدة والرحم والمثانة فالحار لأصحاب هذه العلل نافع شاف والبارد لهم ضار قاتل.
[commentary]
ص: القروح التي لا تتقيح هي الرديئة كالسرطانية والآكلة وكل قرحة تجلب إليها فضول فالحار لا يحدث لها تفتحا لأن التفتح في القرحة من أجود العلامات. والعادية لقرحة PageVW0P017A يتولد فيها الفتح. وما ذكر من أفعال الحار فمعلوم وإنما يجفف عن الرأس والتحليل. وتنفع النملة التي معها تأكل مع كونها من خلط حار لأن البارد لذاع لها وإنما ينفع المقعدة والرحم والمثانة لأنها عصبية، وكذلك نفع العظام لا سيما ما كان منها معري من اللحم. والبارد من أضر الأشياء لها.
23
[aphorism]
قال بقراط: فأما البارد فإنما ينبغي أن يستعمل في هذه المواضع أعني في * الموضع (15) الذي يجري منه الدم أو هو مزمع بأن يجري منه، وليس ينبغي أن يستعمل في نفس الموضع الذي يجري منه لكن حوله ومن حيث يجيء، وفيما كان من الأورام الحارة والتلكع مائلا إلى الحمرة ولون الدم الطري لأنه إن استعمل فيما قد عتق فيه الدم سوده، وفي الورم الذي يسمى الحمرة إذا لم يكن معه قرحة لأنه ما كانت معه قرحة فهو يضر.
[commentary]
ص: البارد ينفع في الحمرة والأورام الحارة إذا لم يكن معها قرحة لأنه يلذع القرحة. وقد يستعمل فيما حوالي القرحة وفي المواضع التي يجيء منها الدم فإنه يمنع. وعنى بالتلكع الأثر الذي يحدث من حرارة الأخلاط الفاعلة شبيه ما يفعل البارد بالأحداث. وهذه المواضع محمرة بلون الدم الطري المشرق لأن الدم إذا عتق لم يكن له إشراق.
24
[aphorism]
قال بقراط: إن الأشياء الباردة مثل الثلج والجمد ضارة للصدر مهيجة للسعال جالية لانفجار الدم والنزل.
[commentary]
ص: إنه بحسب فضل برد الثلج على * الماء (16) البارد، ويكون إضراره بالضد، وتهييجه للسعال وإحداثه للنزل بتبريد الدماغ وصدع العروق.
25
[aphorism]
قال أبقراط: الأورام التي تكون في المفاصل والأوجاع التي تكون من غير قرحة وأوجاع أصحاب النقرس وأصحاب الفسخ الحادث في المواضع العصبية وأكثر ما أشبه هذه فإنه إذا صب عليها ماء بارد كثير سكنها وأضمرها وسكن الوجع والخدر اليسير أيضا مسكن للوجع.
[commentary]
ص: هذا لأن البارد يدفع عن * تلك (17) الأعضاء ما يجري إليها، والبارد يحدث فيها خدرا يسيرا يسكن الوجع.
26
[aphorism]
قال بقراط: الماء الذي يسخن سريعا ويبرد سريعا فهو أخف المياه.
[commentary]
ص: لم يرد بالخفة خفة الوزن أن ذلك يعرفه كل الناس لكن خفته على المعدة وسرعة هضمه واستحالته. فمتى كان الماء صافيا ليست له كيفية رديئة تسخن وتبرد سريعا فهو سريع الاستحالة خفيف على المعدة.
27
[aphorism]
قال بقراط: من دعته شهوته إلى الشرب بالليل وكان عطشه شديدا فإنه إن نام بعد ذلك فذلك محمود.
[commentary]
ص: PageVW0P017B العطش متى كان من نقصان الرطوبة أطلق شرب الماء لصاحبه. ومتى كان من شرب الشراب لم يطلق لأنه قد يمكن إذا نام أن يزول.
28
[aphorism]
قال بقراط: التكميد بالأفاويه يجلب الدم الذي يجري من النساء، وقد كان سينتفع به في مواضع أخر كثيرة لو لا أنه يحدث في الرأس ثقلا.
[commentary]
ص: إنه متى كان سبب احتباس دم الطمث غلظ الدم أو شدة في العروق التي تنتهي إلى الرحم أو انضمام أفواهها أو تكاثف في جوهر الرحم فالتكميد بالأفاويه تبرئ منه لأنها ملطفة مفتحة لكنها تسخن البدن ويحدث في الرأس ثقلا. فأما ما كان من الاحتباس سببه ورم أو التواء فمداواته بغير ذلك.
29
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن تسقى الحامل الدواء إذا كانت الأخلاط في بدنها هائجة منذ يأتي الجنين أربعة أشهر إلى أن يأتي عليه سبعة أشهر ويكون التقدم على هذا أقل. وأما ما كان أصغر من ذلك وأكثر منه فينبغي أن يتوقى.
[commentary]
وقد مر تفسيره.
30
[aphorism]
قال بقراط: المرأة الحامل إن فصدت أسقطت وخاصة إن كان طفلها قد عظم.
[commentary]
ص: وهذا لأن الطفل إذا عدم الغذاء بفصد الحامل أو يتركها الاغتذاء مدة طويلة هلك لا سيما وقد عظم، فإن الحاجة إلى الغذاء * أكثر (18) .
31
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة حاملا فاعتراها بعض الأمراض الحادة فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: هذا المرض الحاد إن كان مع حمى فالخطر على العليل من وجهين: أحدهما من نفس الحمى؛ والآخر أنا إن باعدنا ما بين أوقات الغذاء قتلنا الطفل، وإن قربنا ما بين أوقات الغذاء لأجل الطفل زدنا في الحمى المطبقة فقتلنا الحامل، وإن لم يكن معه حمى كالفالج والصرع لم تقو الحامل على احتمال عظم المرض وشدته.
32
[aphorism]
قال بقراط: المرأة إذا كانت * تتقيأ (19) دما وانبعث طمثها انقطع ذلك * القيء (20) .
[commentary]
ص: وهذا بسبب الانحدار إلى أسفل.
33
[aphorism]
قال بقراط: إذا انقطع الطمث فالرعاف محمود.
[commentary]
ص: هذا لأن بالطمث نقاء بدنها. فإذا انقطع فأجمد موضع لنقاء هذه الفضلة من الدم الأنف وإن كان خروجه من المقعدة صالحا.
34
[aphorism]
قال بقراط: المرأة الحامل إن لح عليها الاستطلاق البطن لم يؤمن عليها أن تسقط.
[commentary]
وهذا معلوم.
35
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بالمرأة علة الأرحام أو عسر ولادتها فأصابها عطاس فذلك محمود.
[commentary]
ص: ليس يعني بعلة الأرحام جميع عللها كالأورام والجراحة لكن أراد خنق الرحم الذي معه بطلان PageVW0P018A النفس. وإنما يجمد العطاس لتنسبه الطبيعة وانبعاثها بحركاتها الخاصية لشدة هذا العطاس وقوة * نفضه. (21)
36
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان طمث المرأة متغير اللون ولم يكن مجيئه في وقته دل على أن بدنها يحتاج إلى التنقية.
[commentary]
ص: إنه كما أن تقدم الطمث على الوقت يدل على * رقة (22) الدم ورطوبته، كذلك بطؤه وتأخيره عن الوقت يدل على غلظ وعسر جريته. فبدر بالأدوية الملطفة المقطعة المفتحة أحيانا وباستفراغ الأخلاط الغليظة أحيانا. فأما تغير لونه فيدل على خلط غالب فيحتاج إلى التنقية بالدواء المستفرغ لا غيره.
37
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر * ثدياها (23) بغتة أسقطت.
[commentary]
ص: إن بين الثديين والرحم عروق مشتركة. فإذاانفض الدم في تلك العروق ضمر الثديان فيموت الطفل بسبب نقصان الغذاء، وربما يحرك للخروج بسبب طلب الغذاء.
38
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر أحد ثدييها وكان حملها توما فإنها تسقط أحد طفليها: إن كان الضامر الأيمن أسقطت الذكر، وإن كان الضامر الأيسر أسقطت الأنثى.
[commentary]
ص: الطفل الذي بان الضامر يسقط. فإن كان * الضامر (24) الأيمن كان ذكرا وإلا كان أنثى.
39
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة ليست بحامل ولم تكن ولدت ثم كان لها لبن فطمثها قد ارتفع.
[commentary]
ص: إنه إذا امتلأت العروق المشتركة بين الرحم والثديين من قبل احتباس الطمث * حدث (25) اللبن وغذاء يعرض للحامل في الشهر الثامن والتاسع، وقد يعرض لغير الحامل في الندرة إذا بلغت هذه العروق في الامتلاء إلى مثل ما عليه حال الحامل والثديان لحمهما رخو يحيل ما يصير إليهما من الدم مشاكلا لما هما عليه. وكذلك أوعية المني.
40
[aphorism]
قال بقراط: إذا انعقد للمرأة في ثدييها دم دل ذلك من حالها على جنون.
[commentary]
ص: إنه بحسب فضل برد اللحم الرخو على لحم الكبد يكون فضل برد اللبن على الدم. فمتى لم يقو الثدي على إحالة الدم الذي يصير إليه لبنا لفرط حرارته وحدته فبالحرى أن يورث الجنون بسبب ما يتصاعد منه إلى الدماغ. ولم ير جالينوس هذه العلة، إلا أنه قال القياس نقيصة.
41
[aphorism]
قال بقراط: إن أحببت أن تعلم هل المرأة حامل أم لا فاسقها إذا أرادت النوم ماء العسل. فإن أصابها مغص في بطنها فهي حامل، وإن لم يصبها فليست بحامل.
[commentary]
ص: هذا المغص يعرض من ريح نافخة لا من تلذيع خلط وماء العسل التي بفعل ذلك فيزاحم الأمعاء الرحم بسبب النفخ فيعرض هذا المغص.
42
[aphorism]
PageVW0P018B قال بقراط: إذا كانت المرأة حبلى بذكر * كان (26) لونها حسنا، وإذا كانت حبلى بأنثى كان لونها حائلا.
[commentary]
ص: هذا الكلام خرج على الأكثر فإن الأنثى أبرد من الذكر. وقد تحسن المرأة تدبيرها فلا تفسد لونها وهي حامل بأنثى.
43
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بالمرأة الحبلى الورم الذي يدعى الحمرة في رحمها فذلك من علامات الموت.
[commentary]
ص: وقد مر تفسيره عند قوله «إذا كانت حاملا فاعتراها بعض الأمراض الحادة (31)».
44
[aphorism]
قال بقراط: إذا حملت المرأة وهي من الهزال على حال خارجة من الطبيعة فإنها تسقط قبل أن تسمن.
[commentary]
ص: فهم المفسرون معنى هذا الفصل على ثلاثة أنحاء. فبعضهم توهم أنه لا بد أن تسقط إذا كانت هذه حالها. وبعضهم توهم أنها إن لم تسمن أسقطت. وبعضهم إذا تراجع بدنها وحسن قبولها الغذاء عند ذلك تسقط لأن ما كان ينبعث في غذاء الطفل يتصرف إلى غذائها فيعطب الطفل.
45
[aphorism]
قال بقراط: متى كانت المرأة حاملا وبدنها معتدل وتسقط في الشهر الثاني والثالث من غير سبب بين * فقعر (27) الرحم منها مملوء مخاطا ولا يعينه على ضبط الطفل لثقله لكنه ينهتك منها.
[commentary]
ص: إنه إذا اسقطت المرأة من غير سبب ظاهر مثل فزعة أو سقطة إو إقلال من الطعام أو استطلاق بطن أو حمى فالأولى يتوهم أن سبب الإسقاط كون أفواه العروق المتناهية إلى الرحم التي بها تعلق المشيمة مملوءة رطوبة مخاطية فلا تقوى على ضبط المني.
46
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة على حال خارجة من الطبيعة في السمن فلم تحبل فإن الغشاء الباطن الذي يسمى الثرب من غشائي البطن يزحم فم الرحم منها وليس تحبل دون أن تهزل.
[commentary]
ص: عنى بفم الرحم الموضع الذي عنده ينتهي الرحم وتبتدئ رقبة الرحم. وعنى بقوله «خارجة من الطبيعة» أي مفرطة السمن.
47
[aphorism]
قال بقراط: متى * تقيح (28) الرحم حيث يستبطن الورك وجب ضرورة أن يحتاج إلى الفتل، وهو ظاهر المعنى.
48
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأطفال ذكرا فأحرى أن يكون تولده في الجانب الأيمن (several words are missing)
[commentary]
(several words are missing) أسخن لمجاورة الكبد فبرد أو المني سخونته. وأيضا فإن مني الأنثى الذي ينبعث من أنثييها في كل واحد من قرني الرحم. فما يجيء منه من اليمنى فإلي الجانب الأيمن وهو أسخن، وما يجيء من اليسرى * فإلى (29) الجانب الأيسر وهو أرق وأبرد فيتولد منه * الأنثى (30) .
49
[aphorism]
قال بقراط: إذا أردت أن تسقط المشيمة فادخل في الأنف دوائا معطسا وامسك المنخرين والفم.
[commentary]
ص: وذلك لأنه يحدث في اهذه لحالة للبطن تمدد وتوتر فيعين PageVW0P019A على الإسقاط.
50
[aphorism]
قال بقراط: إذا أردت أن تحبس طمث المرأة * فالق (31) عند كل واحد من ثدييها محجمة من أعظم ما يكون.
[commentary]
ص: الأجود أن لا تعلق المحجمة على الثدي لكن على ما دونه حيث تنتهي العروق المتصاعدة إلى الثديين من أسفل.
51
[aphorism]
قال بقراط: إن فم الرحم من المرأة الحامل يكون منضما.
[commentary]
ص: وهذا لأن الرحم يحتوي على المني من جنيع النواحي وقد ينضم الرحم لأجل الورم لكن يكون معه صلابة وبها يفرق بينهما.
52
[aphorism]
قال بقراط: إذا جرى اللبن عن ثدي الحبلى دل ذلك على ضعف من طفلها، ومتى كان الثديان مكتنزين دل على أن الطفل أصح.
[commentary]
ص: خروج اللبن يكون عند امتلاء العروق المشتركة بين الرحم والثديين، وإنما يمتلي إذا كان ما ينال الطفل منه يسيرا، وذلك دليل على ضعفه. فأما اكتنازه من غير صلابة ومدافعة فمحمود لأنه يدل على أن الطفل ليس ضعيف فلا غذاؤه بناقص.
53
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت حال المرأة تؤول إلى أن تسقط فإن ثديها يضمران، وإن كان الأمر على خلاف ذلك أعني أن يكون ثدياها صلبين فإنه يصيبها وجع في الثديين أو في الوركين أو في العينين أو في الركبتني فلا تسقط.
[commentary]
ص: لأنه لا يكون إسقاط إلا ويتقدمه ضمور الثديين وقد يضمران من قبل نقصان الدم في العروق المشتركة بين الرحم والثدي. وقد يكون بسبب الضمور الإسقاط بسبب وثبة أو فزعة لأن الطبيعة إذا فتحت فم الرحم وهيجت الطلق مال الدم إلى تلك الناحية فيضمر الثديان. وأما الصلابة فيدل على كثرة الدم ولا يؤمن مع هذه الكثرة أن تدفع الطبيعة الفضلة إلى المفاصل وغيرها فيحدث الأوجاع التي وصفها.
54
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان الرحم صلبا فيجب ضرورة أن يكون منضما.
[commentary]
ص: الانضمام مع الصلابة دليل الورم.
55
[aphorism]
قال بقراط: إذا عرضت الحمى لامرأة حامل وسخنت سخونت سخونة تولد من غير سبب ظاهر فإن ولادتها تكون بعسر وخطر أو تسقط فيكون على خطر.
[commentary]
ص: إنه يحتاج في سهولة الولادة إلى أن يكون الحامل والجنين صحيحين، ومع هذه الحال لا يكون كذلك.
56
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بعد سيلان الطمث تشنج وغشي فذلك رديء.
[commentary]
ص: قد مضى تفسيره.
57
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان الطمث أزيد مما ينبغي عرضت من ذلك أمراض، وإذا لم ينحدر الطمث حدث من ذلك أمراض من قبل الرحم.
[commentary]
ص: إنه كما يحدث عند الامتلاء أمراض من كثرة الأخلاط، كذلك يعرض عند قلة الأخلاط أمراض من اليبس والبرد. فمتى احتبس الطمث مدة طويلة حدث في الرحم الورم الحار PageVW0P019B والصلب ويشترك في ضرره الثديان مع الرحم. فأما عن الاستفراغ المفرط فلا تعرض أشباه هذه الأمراض التي يشترك فيها الثدي.
58
[aphorism]
قال بقراط: إذا عرض في طرف الدبر أو في الرحم ورم تبعه تقطير البول، وكذلك إذا تقيحت الكلى تبع ذلك تقطير البول، وإذا حدث في الكبد ورم تبع ذلك فواق.
[commentary]
ص: إنه عند ورم طرف الدبر تعتل المثانة بطريق المجاورة ولما ينالها من المزاج الرديء سبب الورم وضغط، وكذلك إذا ورم الرحم. فأما إذا قيحت الكلى فإن المدة تلذع المثانة وتهيجها للدفع فيحدث التقطير. فأما الفواق الذي يعرض بسبب ورم الكبد فلا يعرض إلا إذا كان الورم عظيما جدا، وذلك بسبب اشتراك العصب.
59
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة لا تحبل فأردت أن تعلم هل تحبل أم لا فغطها بثياب ثم بخر تحتها، فإن رأيت أن رائحة البخور تنفذ في بدنها حتى تصل إلى منخريها * وفمها (32) فاعلم أنه ليس سبب تعذر الحمل من قبلها.
[commentary]
ص: إنما يبخر بما له رائحة طيبة وهو حار كالمر والميعة حتى تتراقى قوته في البدن كله. فإذا صارت إلى الفم أحست به. فإن لم ينفذ علم أن جرم الرحم متكاثف ليس يصلح للحمل.
60
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت المرأة الحامل يجري طمثها في أوقاته فليس يمكن أن يكون طفلها صحيحا.
[commentary]
ص: هذا إذا كان كثيرا و دام حتى حفظ الدقة دل على ضعف الطفل وأنه لا يقوى جذب غذائه. ويمكن أن يكون الطمث الجاري من الحوامل إنما يخرج من العروق التي في رقبة الرحم لأن المشيمة * متعلقة (33) بأفواه جميع العروق في تجويف الرحم.
61
[aphorism]
قال بقراط: إذا لم يجر طمث المرأة في أوقاته ولم يحدث بها قشعريرة ولا حمى لكن عرض لها كرب وغثي وخبث نفس فاعلم أنها قد علقت.
[commentary]
ص: هذه الأعراض قد تعرض لغير الحامل بسبب خلط رديء في البدن لكن تكون مع قشعريرة وحمى. فإن لم تكونا دل على العلوق.
62
[aphorism]
قال بقراط: متى كان رحم المرأة باردا متكاثفا لم تحبل ومتى كان أيضا رطبا جدا لم تحبل، لأن رطوبته تغمر المني وتجمده وتطفئه. ومتى كان أيضا * أجف (34) مما ينبغي أو كان حارا محرقا لم تحبل لأن المني * يعدم (35) الغذاء ويفسد. ومتى كان مزاج الرحم معتدلا بين الحالين كانت المرأة كثيرة الولد.
[commentary]
ص: التكاثف يعرض للرحم إذا غلبت البرودة حتى تنضم أفواه العروق فلا يمكن أن يتصل به المشيمة ويحتبس طمث المرأة في هذه الحالة أو لا يجري إلا يسيرا لأن التسدد يتسارع إلى هذه العروق. وكذلك كل سوء مزاج يغلب الرحم بإفراط أو على المني فإنه يمنع العلوق. فإن مع الحرارة الغالبة PageVW0P020A على الرحم يحترق المني كما يحترق البزر في الأرض الحارة جدا والرطوبة المفرطة تغمر المني وتجمده كبزر الخطة إذا ألقى في مستنفع ما لم يزك ولا يكون مع اليبوسة المفرطة علوقا وكما لا يذكر الزرع في الأرض الصحرية. فأما المني فإنه إن لم ينضج نضيجا بليغا بسبب برودة المزاج أو رطوبته لم ينجب، وكذلك إن جاوز النضج واحترق بسبب المزاج الحار جدا، وكذلك إذا يبس جدا بسبب يبس المزاج حتى عدم الامتداد فلم يبسط في الرحم لم يكن علوقا. ومتى كان خروج مزاج الرحم عن الاعتدال يسيرا واتفق المني الذي وقع في الرحم إن كان خروجه عن الاعتدال يسيرا في ضد الجهة التي خرج إليها الرحم اعتدل فكان علوقا. وإن كان الخروج عن الاعتدال كثيرا جمد لم * يمكن (36) أن يكون علوقا. وقد ألحق بعض المدلسين هاهنا فضلا وهو ظاهر الكذب لمن تأمله.
63
[aphorism]
قال بقراط: اللبن رديء لأصحاب الصداع وهو أيضا رديء للمحمومين ولمن كانت المواضع التي دون الشراسيف منه مشرفة وفيها * قراقر (37) ولمن به عطش ولمن الغالب على برازه المرار ولمن هو في حمى حادة ولمن اختلف دما كثيرا وينفع أصحاب السل إذا لم يكن بهم حمى شديدة ولأصحاب الحمى الطويلة الضعيفة إذا لم يكن معها شيء مما قدمنا ذكره وكانت أبدانهم تذوب على غير ما توجبه العلة.
[commentary]
ص: اللبن سريع الاستحالة ولذلك يستحيل في المحرورين إلى الدخانية كما يعرض في حال طبخه بإفراط، ولذلك يضر بأصحاب العطش والحمى الحادة ومن الغالب على برازه المرار. ومتى صادف مزاجا باردا حمض كما يحمض إذا ترك زمانا من غير طبخ. ومتى استمرئ كما ينبغي عندي غذاء محمودا إلا أن يشار به كل ما يسلم من نفخ أو صداع إن لم يكن بغير فائدة ومن زيادة منهما إن كان مميزا بهما ويعم ضرره من كانت المواضع التي دون الشراسيف منه شريفة سواء كان الإشراف من رياح أو ورم صلب أو رخو أو دبيلة لم تنفجر. فأما ماء اللبن فقد ينفع في بعض هذه المواضع ليلينه البطن. وعنى بأصحاب السل أصحاب قرحة الرئة كما عنى بأصحاب الحمى الضعيفة أصحاب حمى دق.
64
[aphorism]
قال بقراط: من حدثت به قرحة فأصابه بسببه انتفاخ فليس يكاد يصيبه تشنج ولا جنون، وإن غاب الانتفاخ دفعة ثم كانت القرحة من خلف عرض له تشنج أو متدد، وإن كانت القرحة من قدام عرض له جنون أو وجع حاد في الجنب أو تقيح أو اختلاف دم إن كان ذلك الانتفاخ أحمر.
[commentary]
ص: عنى بالانتفاخ كل * ورم (38) وكل غلظ خارج من الطبيعة. فمتى غلب هذا الورم بغتة دل على مصيره PageVW0P020B إلى موضع. فإن كانت القرحة في الظهر عرض التشنج في الأكثر بسبب أن ما هو في البدن من خلف عصبي. وإن كانت القرحة من قدام فالغالب عليه العروق. فإذا تراقى هذا الخلظ الذي أحدث الورم إلى الدماغ عرض الجنون أو إلى الصدر عرض وجع الجنب وكثيرا ما يؤول إلى التقيح. وإن انصب إلى الأمعاء عرض اختلاف الدم من غير قرحة.
65
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدثت خراجات عظيمة خبيثة ثم لم يظهر معها ورم فالبلية عظيمة.
[commentary]
ص: الخراجات الخبيثة هي التي تكون في رؤؤس العضل ومنتهاها لأن برؤوس العضل يتصل العصب ومنتهاها بسبب الأوتار ومع هذه الخراجات في الأكثر وجع وبسببه ينجلب إليه الأخلاط وترم. ومتى لم ترم دل على أن الأخلاط مائلة إلى * موضع (39) أشرف من lوضع الخراجة وهو رديء. ولذلك لا ينبغي أن يرد عن موضع الخراجة ما يجري إليه بالتبريد والهيض كما يفعل الجهال بل ينبغي الورم أن يعالج العضلي بما يسخن ويجفف.
66
[aphorism]
قال بقراط: الرخوة محمودة والنيئة مذمومة.
[commentary]
ص: يعني الأورام وهذا بسبب النضج في الرخوة وعدمه في النيء.
67
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه وجع في مؤخر رأسه فقطع له العرق المنتصب الذي في الجبهة انتفع بقطعه.
[commentary]
ص: وهذا لأن الجذب بالاستفراغ ينبغي أن يكون إلى الجهة المضادة، ومن جهة المقدم يضاد المؤخر كما يضاد اليمين اليسار والأعلى الأسفل. ولذلك توجه المحجمة على القفا عند انصباب الرطوبات إلى العينين.
68
[aphorism]
قال بقراط: إن النافض أكثر ما يبتدئ في النساء من أسفل الصلب ثم يتراقى في الظهر إلى الرأس وهي أيضا في الرجال تبتدئ من خلف أكثر مما تبتدئ من قدام مثل ما تبتدئ من الساعدين والفخذين، والجلد أيضا في * مقدم (40) البدن متخلخل ويدل عليه الشعر.
[commentary]
ص: النافض يبتدئ مع برد والبرد إلى ما يلي الظهر أسرع لأنه أكثف وإلى النساء أسرع ومقدم البدن أسخن فلا يبتدئ فيه القشعريرة في الأكثر، ويدل عليه كثرة الشعر.
69
[aphorism]
قال بقراط: من * اعترته (41) الربع فليس يكاد يعتريه التشنج، وإن اعتراه التشنج قبل الربع ثم حدثت الربع سكن التشنج.
[commentary]
ص: عنى التشنج الذي يكون من امتلاء العصب بسبب أخلاط غليظة لزجة. وذلك أن نافض هذه الحمى ينقص هذه الأخلاط فطول هذه حرارتها بنضجها .
70
[aphorism]
قال بقراط: من كان جلده متمددا قحلا صلبا فهو يموت من غير عرق فيمن كان جلده رخوا متخلخلا فإنه يموت مع عرق.
[commentary]
ص: إنما يكون العرق إذا كانت رطوبة تحت الجلد. فأما إذا كان الجلد يابسا صلبا لم يكن عرق .
71
[aphorism]
PageVW0P021A قال بقراط: من كان به يرقان فلا يكاد يتولد فيه الرياح.
[commentary]
ص: الرياح تتولد في الأحشاء إما قبل ضعفها أو بخلط بارد، وكان صاحب اليرقان بالضد من ذلك في الغالب. ولذلك قال «لا يكاد».
अज्ञात पृष्ठ