قال: وأما الفاصلة فهى أيضا صوت مركب غير دال مفردا، وهى بالجملة الحروف التى تفصل قولا من قول، مثل «إما» المكسورة و«إلا» وحروف الاستثناء و«بل» و«لكن» وما أشبه ذلك. وهى توضع إما فى ابتداء القول، وإما فى آخره. ونعنى ها هنا بقولنا: «صوت غير دال بافراده» الأصوات البسيطة التى تدل بالتركيب، أعنى إذا ركبت مع غيرها، وهى الحروف، أعنى حروف المعانى، لا حروف المعجم، لأن الأصوات الدالة بانفرادها المركبة من أصوات كثيرة: إما ثلاثية، وإما رباعية، وإما غير ذلك من أشكالها هى الاسم والفعل. وأما الاسم فهو صوت أو لفظة تدل بانفرادها على معنى خلو من الزمان ولا يدل جزؤه على جزء من المعنى إذا أفرد. وهذا عام للأسماء البسيطة والمركبة. فان الأسماء المركبة من اسمين ليس تستعمل على أن كل واحد من أجزائها يدل على جزء من المعنى الذى يدل عليه مجموع الاسمين، مثل: «عبد الملك» إذا سمى به رجل، و «عيد القيس». وأما الكلمة فهى صوت دال، أو لفظة دالة على معنى وعلى زمان ذلك المعنى، وليس أيضا يدل جزؤها على انفراده على جزء من ذلك المعنى كالحال فى أجزاء الاسم. وبكون الكلمة دالة على زمان المعنى تفارق الاسم: فان الإنسان والأبيض ليس يدلان على الزمان؛ وأما «مشى» و«يمشى» فيدلان على الزمان الماضى والحاضر.
قال: وأما التصريف فهو للاسم والقول والكلمة. فالاسم المصرف هو الاسم المضاف، وأعنى بالمضاف المنسوب إلى شىء بمنزلة الأسماء التى تسمى المنصوبة فى لسان العرب، أو المخفوضة. والقول المصرف بمنزلة الأمر والسؤال. وأما الكلمة المصرفة فهى التى تدل على الماضى أو المستقبل؛ والغير مصرفة هى التى تدل على الحال. وهذا خاص بلسانهم.
وأما القول فهو لفظ مركب دال، كل واحد من أجزائه يدل على انفراده. والقول المركب يقال فيه إنه واحد على ضربين: أحدهما إذا دل على معنى واحد، مثل أن هذا الإنسان حيوان؛ والثانى ما كان واحدا من قبل الرباطات التى تربطه بمنزلة ما تقول: قصيدة واحدة وخطبة واحدة.
قال: والأسماء صنفان: إما بسيط، وهو الذى ليس هو مركبا من أسماء تدل؛ وإما مضاعف، وهو الذى يركب من أسماء تدل، وإن كان من حيث يقصد به تسمية شىء واحد لا تدل تلك الأسماء التى ركب منها مثل: عبد شمس ، وعبد القيس.
पृष्ठ 236