وما كان من هذه أيضا غير مناسب ولا شبيه فينبغى أن يطرح. وهذا كثيرا ما يوجد فى أشعار المحدثين، وبخاصة فى شعر أبى تمام، مثل قوله:
لا تسقنى ماء الملام ...
فان الماء غير مناسب للملام. وأسخف من هذا قوله:
كشب الموت رائبا وحليبا
وكما أن البعيد الوجود ها هنا مطرح، كذلك ينبغى أن يكون التشبيه بالخسيس الوجود مطرحا أيضا، وأن يكون التشبيه بالأشياء الفاضلة. فمثال تشبيه الشريف بالخسيس قول الراجز:
والشمس مائلة ولما تفعل فكأنها فى الأفق عين الاحول
وكما قال بعض الشعراء يمدح سيف الدولة:
قال: وهناك نوع آخر من الشعر، وهى الأشعار التى هى فى باب التصديق والإقناع أدخل منها فى باب التخييل، وهى أقرب إلى المثالات الخطبية منها إلى المحاكاة الشعرية.
وهذا الحنس الذى ذكره من الشعر هو كثير فى شعر أبى الطيب، مثل قوله:
ليس التكحل فى العينين كالكحل
पृष्ठ 224