तल्खिस समा व कलम

Ibn Rushd d. 595 AH
110

तल्खिस समा व कलम

تلخيص كتاب السماء والعالم

فأما هل هاهنا أجسام ينطبق عليها حد الثقيل والخفيف وأي الأجسام هي هذه الأجسام فذلك ظاهر مما أقوله: وذلك أن من الأمور المعروفة بنفسها أن الثقيل هو الذي يتحرك إلى أسفل وأن الخفيف هو الذي يتحرك إلى فوق، فإن كان الأسفل والفوق محدودين، وكانت المحركات تسكن في مواضعها الطبيعية، فالذي يتحرك إلى نهاية الموضع الأسفل هو راسب تحت الأجسام كلها، والذي يتحرك إلى نهاية الفوق هو طاف على الأجسام كلها. لكن إن كانت الأرض هي التي كانت تتحرك إلى نهاية السفل فالأرض هي الراسبة تحت جميع الأجسام، لأنه ليس يظهر هاهنا جسم يرسب تحتها. وكذلك النار يظهر من أمرها أنها تتحرك فوق جميع الأجسام ولذلك كانت هي طافية فوق جميع الأجسام. وإذا كان ذلك كذلك فالأرض هي الثقيلة باطلاق، إذ لو كان فيها خفة لكان يرسب تحتها جسم آخر، وكذلك النار هي الخفيفة باطلاق إذ لو كان فيها ثقل لكان يطفو فوقها شيء آخر، فاما الوسط الذي هو أسفل محدود، فذلك شيء قد تبين قبل، وذلك أنه لو لم يكن محدودا لما كانت الأجسام التي تتحرك إلى الوسط حركتها غير منقضية، وذلك مستحيل، فإن الحركة كون ما وكل كائن فواجب أن يكون له نهاية وغاية، فإن كان التمام غير ممكن فابتدا الكون غير ممكن. ولما كان وجود الحركة غير متناهية ليس لها غاية ولا تمام فشروع هذه الحركة في الكون، أعني غير المتناهية، ليس بممكن. وإذا كان شروعها في الكون ممتنعا فهي ممتنعة الوجود ضرورة. وإذا فرضنا الحركة إلى أسفل متناهية، وكان يظهر من أمر المتحركات إلى أسفل أنها تتحرك من كل جهة من جهات العالم حركة سواء على زاوية متساوية، فبين انها تتحرك إلى النقطة التي هي وسط العالم. وإذا كان الوسط محدودا فالاطراف محدودة، أعني النهايات الأخيرة التي هي الفوق. ولما كانت المتحركات أيضا النهايات الأخيرة أيضا تتحرك من كل جهة من الوسط... حركة متساوية وعلى زاوية متساوية علم انها تتحرك من وسط النهاية الأخيرة المحيطة بالكل. وإذا تبين أن الوسط محدود، وأنه المركز، وتبين أن الأطراف محدودة، فبين أن الذي يتحرك إلى المركز هو الراسب تحت جميع الأجسام، والذي يتحرك إلى نهاية الأطراف هو الطافي فوق جميع الأجسام. وليس لقائل أن يقول أن الهواء هو المتحرك إلى نهاية الفوق وأنه ليس هنالك نار، فإنه لو كان الأمر على ذلك لما كانت النار تتحرك في الهواء لأن تحركها فيه يدل على أنها طافية عليه وأن موضع الهواء لها موضع غريب، وأن موضعها الطبيعي هو ضرورة فوق الهواء. وذلك أن هذا الموضع الذي تطلبه النار بحركتها لا يخلو من ثلاثة أحوال: اما أن يكون فيه جسم [ 49 و: ع] آخر، واما أن يكون خلاء، وإما أن يكون <لك> هنالك نار بالفعل. ومحال أن يكون فيه جسم آخر لأنه ليس هاهنا جسم آخر [غير] هذه الأربع اسطقسات ولو كان فيه واحد من الاسطقسات كما زعم بعض أهل ... من أهل زماننا أن الهواء يصل إلى مقعر القمر لكان فيه واقفا بالقسر، فإن الهواء ليس منه شأنه أن يتحرك إلى ذلك الموضع، فهو فيه ثقيل ضرورة. فإذا تبين أن النار هي الخفيفة باطلاق وان الأرض هي الثقيلة باطلاق، فبين الماء والهواء خفيفان ثقيلان بالمقايسة، أما الهواء فخفيف بالاضافة إلى الماء ثقيل بالاضافة إلى النار، واما الماء فخفيف بالإضافة إلى الأرض ثقيل بالاضافة إلى الهواء. فقد تبين من هذا القول أن هاهنا جسما خفيفا باطلاق [وثقيلا باطلاق] واجسام بينهما وهي خفيفة بالإضافة إلى ما تحتها ثقيلة بالإضافة إلى ما فوقها، وتبين أن الأجسام هي هذه الأجسام.

الفصل الرابع

पृष्ठ 371