तल्खिस समा व कलम

Ibn Rushd d. 595 AH
103

तल्खिस समा व कलम

تلخيص كتاب السماء والعالم

فنقول: إن الثقيل والخفيف يقال كل واحد منهما على جهتين: اما باطلاق واما بتقييد وإضافة، وذلك أنه لما كان ظاهرا أن من الأجسام ما يتحرك إلى الوسط ومنها ما يتحرك من الوسط، وكان الذي يتحرك من الوسط يظهر من أمره أنه المتحرك إلى فوق، وهو المسمى الخفيف، والذي يتحرك إلى الوسط يظهر من أمره أنه المتحرك إلى أسفل، وهو المسمى ثقيلا، فإن كان هاهنا فوق بالطبع وباطلاق وأسفل بالطبع واطلاق لا بالاضافة، فواجب أن يكون هاهنا خفيف باطلاق وثقيل باطلاق. فاما ان للعالم فوق بالطبع [أو] باطلاق وأسفل أيضا باطلاق فقد جحد ذلك ناس من الطبيعيين، منهم أفلاطون، وقالوا كيف يكون للعالم فوق باطلاق وأسفل باطلاق وهو مستدير متشابه الأجزاء من كل جهة. وإذا كان [ 44 و: ع ] ذلك كذلك لم يوجد له الفوق والأسفل الا بالاضافة إلى الانسان، فيكون ما يلي رؤوسنا هي جهة الفوق، وما يلي أقدامنا هي جهة الأسفل، وقد يعرض أن يكون ما يلي أقدامنا من العالم هي الجهة ⎤ التي تقابل رؤوس الناس الذين أقدامهم من الجهة⎡المقابلة. قال: وإنما كان يسوغ لهم هذا لو لم يكن للعالم أفق ووسط محدودين بالطبع ومتمايزين في الوجود. واما إذا كان للعالم أفق محدود بالطبع ووسط محدود بالطبع، وكان كل واحد منهما واحدا بالعدد، وكان الأفق يضاد الوسط تضاد طرفي الخط المستقيم وهما اللذان في النهاية من التضاد، فواجب أن يكون الفوق والأسفل باطلاق موجودين في العالم. وإذا وجدوا في العالم وجد الثقيل المطلق والخفيف المطلق. قال: وقد يشهد أن الأفق من العالم هو الفوق تسمية الناس له بجهة الفوق واعترافهم بذلك. وإن كانوا انما يعتقدون أن السماء إنما هي نصف كرة فقط فانهم لا يضرهم في هذا الاعتقاد أن يعلموا أن السماء كرية، فانهم لو علموا انها كرة تامة لأقروا بالفوق كاقرارهم به مع عدم العلم بانها كرة تامة. وإذا قد تقرر هذا فنقول: ان الخفيف المطلق هو السالك إلى افق العالم الذي هو الفوق باطلاق، والثقيل المطلق هو السالك إلى وسط العالم الذي هو أسفل باطلاق. فاما الثقيل المضاف والخفيف المضاف فانما يقالان على كل شيئين يكونان من نوع واحد ويسلكان إلى جهة واحدة، إلا أن أحدهما أسرع سلوكا من الآخر، فيقال في الأسرع أنه أثقل ان كانا من جنس الثقيل، وانه أخف إن كانا من جنس الخفيف. قال: وعامة القدماء انما تكلموا من الثقيل والخفيف في هذا النوع فقط، أعني الذي يقال بالإضافة، وذلك ظاهر من أقوالهم التي يقول أنهم فيهما.

الفصل الثالث:

पृष्ठ 345