============================================================
الفن الثابي علم البيان كانما يبسم عن لؤلؤ منضد او برد او اقاح وباعتبار وجهه إما تمثيل وهو ما وجهه منتزع من متعدد كما مر، وقيده السكاكي بكونه غير حقيقي، كما في تشبيه مثل اليهود مثل الحمار، وإما غير تمثيل وهو بخلافه. وأيضا إما بحمل، وهو مالم يذكر وجهه فمنه ما هو ظاهر يفهمه كل آحد، نخو: ازيد كالأسد، ومنه خفي لا يدركه إلا الخاصة، كقول بعضهم: اهم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها، أي هم متناسبون في الشرف كما أها متناسبة الأجزاء في الصورة، وأيضا منه ما لم يذكر فيه وصف أحد الطرفين، ومنه ما ذكر فيه وصف المشبه به وحده، ومنه ما ذكر فيه وصفهما كقوله : دفت عنه ولم تصدف مواهبه عي وعاوده ظي فلم يخب كالغيث إن جيته وافاك ريقه وإن ترحلت عنه لج في الطلب اقاح: جمع أقحوان وهو البابونج وهو ما وجهه: أي التشبيه الذي وجهه وصف منترع من متعدد، كما مر من تشبيه الثريا وتشبيه مثار النقع مع الأسياف، وتشبيه الشمس بالمرآة في كف الأشل وغير ذلك وقيده: أى المنترع من متعدد. مثل اليهود. فإن وحه الشبه هو حرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع الكد والتعب في استصحابه، فهو وصف مركب من متعدد عائد إلى التوهم.
بخلافه: أي بخلاف التمثيل، يعني ما لا يكون وحهه منترعا عن متعدد، وعند السكاكى: ما لا يكون منترعا من متعدد، ولا يكون وهميا ولا اعتباريا، بل يكون حقيقيا، فتشبيه الثريا بالعنقود المنور ممثيل عند الجمهور دون السكاكي. كالحلقة: وجه الشبه بينهما هو التناسب الذي متنع به التفاوت، إلا أنه في المشبه في الشرف والفضل، وفي المشبه به في الصورة. المفرغة: أي المنقلبة الجوانب كالدائرة أحد الطرفين: أي طرفي التشبيه، لا وصف المشبه ولا وصف المشبه به، كقولك: زيد أسد.
وصف المشبه به: أي الوصف المشعر بوجه المشبه، كقولك: هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاهاء فإن المشبه به هو الحلقة، ووصفه الذي هو الغرغة لا يدرى أين طرفاها مذكور معه. صدفت عنه: وصف المشبه آعني الممدوح يأن عطاياه فائضة عليه، أعرض أو لم يعرض، ووصف المشبه به أعني الغيث بأنه يصيبك إن جيته أو ترحلت عنه، والوصفان مشعران بوحه الشبه أعني الإفاضة حالتى الطلب وعدمه، وحالت الإقبال عليه والإعراض عنه.
पृष्ठ 95