============================================================
الفن الثالث علم البديع وثالثها كقول الأعرابي: ولم يك اكثر الفتيان مالا ولكن أرحبهم ذراعا وقول أشجع: وليس بأوسعهم في الغنى ولكن معروفه أوسع وأما غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان، كقول جرير: فلا بنعك من آرب لحاهم سواء ذو العامة والخمار وقول أبي الطيب: ون في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب ومنه: أن ينقل المعنى إلى محل آخر، كقول البحتري: سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرة فكأفم لم يسلبؤا وقول أبي الطيب: يس النحيع عليه وهو بجرد عن غمده فكافا هو مفمد ومنه: أن يكون معنى الثاني أشمل، كقول جرير: اذا غضبت عليك بنو تيم وحدت الناس كلهم غضابا سواء إلخ: يعنى أن الرجال منهم والنتساء سواء في الضعف. ومنه إلخ: واعلم أنه يجوز في تشابه المعنيين اختلاف البيتين تشبيها ومديحا وهحاء وافتخارا ونحو ذلك، قإن الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعنى المختلس لينظمه احتال في إخفائه فغير عن لقظه، وصرفه عن نوعه ووزنه وقافيته، وإلى هذا أشار بقوله: ومنه أن ينقل وأشرقت إلخ: لأن الدماء المشرقة كانت بمنزلة الثياب لهم. فكافا: لأن الدم اليابس بمثزلة غمد له، فنقل المعنى من القتلى والجرحى إلى السيف. كلهم: لأهم يقومون مقام كلهم
पृष्ठ 144