============================================================
11 علم الببان الفن الثابي ورد بأنه إن قدر التبعية حقيقة لم تكن تخييلية؛ لأها مجاز عنده، فلم تكن المكني عنها مستلزمة للتخييلية، وذلك باطل بالاتفاق، وإلا فتكون استعارة فلم يكن ما ذهب اليه مغنيا عما ذكره غيره.
فصل حسن كل من التحقيقية والتمثيل برعاية جهات حسن التشبيه، وأن لا يشم رائحته لفظا، ولذلك يوصى أن يكون الشبه بين الطرفين حليا؛ لئلا يصير إلغازا، كما لو قيل: ارأيت أسدا1، وأريد إنسان أبخر، و1رأيت إبلا مائة لا تحد فيها راحلة1)، وأريد الناس، وهذا ظهر أن التشبيه أعم محلا، ويتصل به أنه إذا قوي الشبه بين الطرفين ..
لاها مجاز إلخ: أى عند السكاكى، لأنه جعله من أقسام الاستعارة المصرح ها المفسرة بذكر المشبه به وإرادة المشبه، إلا أن المشبه فيها يجب أن يكون مما لا تحقق لمعناه حسا ولا عقلا بل وهما، فتكون مستعملة في غير ما وضعت له بالتحقيق، فتكون بحازا. وإلا: آي وإن لم يقدر التبعية التني جعلها السكاكي قرينة المكني عنها حقيقة، بل قدرها بحازا فتكون إلخ ما ذهب إليه: من رد التبعية إلى المكني عنها. عما إلخ: من تقسيم الاستعارة إلى التبعية وغيرها؛ لأنه اضطر آخر الأمر إلى القول بالاستعارة التبعية، والجواب مذكور في الشرح وأن لا يشم: أى وبأن لا يشم شيء من التحقيقية والتمثيل رائحة التشبيه من جهة اللفظ، لأن ذلك يبطل الغرض من الاستعارة، أعني ادعاء دخول المشبه في حنس المشبه به؛ لما في التشبيه من الدلالة على أن المشبه به أقوى في وحه الشبه.
ولذلك: أي ولأن شرط حسنه أن لا يشم رائحة التشبيه. الغازا: جمع لغز أي تعمية إن روعي شرائط الحسن ولم يشم رائحة التشبيه، وإن لم تراع فات الحسن. رأيت أسدا: فإن وحه الشبه يين الطرفين خفي؛ لأن صفة البخر في الأسد غير بينة ولا معرفة. ورأيت إبلا إلخ: من قوله ل: الناس كابل مائة لا تحد فيها راحلة، يعنى أن المرضى المنتخخب من الناس في عزة وجوده كالمنتخبة التي لا توحد في كثير من الأبل.
وبهذا: آي بعدم إشمام رائحة التشبيه فيهما لفظا وكون الشبه فيهما جليا؛ لعلا تصير كل منهما إلغازا، ظهر آن التشبيه أعم محلاه إذ كل ما يتأتى فيه الاستعارة يتأتى فيه التشبيه من غير عكس، لجواز أن يكون وحه الشبه غير جلي، فتصير الاستعارة إلغازا، كما في المثالين المذكورين
पृष्ठ 111