============================================================
البيان الفن الثابي بأن يثبت للمشبه أمر يختص بالمشبه به، فيسمى التشبيه استعارة بالكناية، أو مكنيا عنها، وإثبات ذلك الأمر للمشبه استعارة تخييلية كما في قول الهذلي: وإذا المنية أتشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تتفع شبه المنية بالسبع في اغتيال النفوس بالقهر والغلبة من غير تفرقة بين نفاع وضرار، فأثبت لها الأظفار التي لا يكمل ذلك فيه بدوها، وكما في قول الآخر: ولئن نطقت بشكر برك مفصحا فلسان حالي بالشكاية أنطق شبه الحال بإنسان متكلم في الدلالة على المقصود فأثبت لها اللسان الذي به قوامها فيه، وكذا قول زهير: صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله وغري أفراس الصبا ورواحله أراد أن يين أنه ترك ما كان يرتكبه زمن المحبة من الجهل والغي، وأعرض عن معاودته، فبطلت آلاته، فشبه الصبا بجهة من جهات المسير كالحج والتجارة، قضى منها الوطر فأهملت آلاقا، فأثبت له الأفراس والرواحل، فالصبا من الصبوة بمعنى الميل إلى الجهل والفتوة، ويحتمل أنه أراد دواعي النفوس وشهواتها، والقوى الحاصلة لها في استيفاء اللذات، أو الأسباب التي قلما تتآخذ في اتباع الغى إلا أوان الصبا، فتكون الاستعارة تحقيقية.
ليمى التشبيه: هذا تفسير الاستعارة بالكناية عند المصنف علل، وأما عند الجمهور فهر أن لا يصرح بذكر المستعار، بل يذكر رديفه ولازمه الدال عليه. شبه المنية: سمي تشبيه المنية بالسبع استعارة بالكناية، وسمي إثبات الأظفار للمنية استعارة تخبيلية؛ لتخييل أن المشبه من حنس المشبه به. شبه الحال: تشبيه الحال بانسان متكلم استعارة بالكناية، وإثبات اللسان للحال استعارة تخيلية. معاودته: الضمير في " معاودته" و"آلاته" برحع إلى ما كان يرتكبه.
آلاقا: وحه الشبه الاشتغال التام وركوب المسالك الصعبة فيه غير مبال مهلكة ولا محترز عن معركة، وهذا التشبيه المضمر في النفس استعارة بالكناية، فأئبت له أي للصي بعض ما يختص بتلك الجهة أعنى الأفراس والرواحل التي ها قوام حهة المسير والسفر، فإثبات الأفراس والرواحل استعارة تخيلية. فكون الاستحارة: أي استعارة الأفراس والرواحل تحقيقية؛ لتحقق معناها عقلا إذا أريد ها الواعي، وحسا إذا أريد بها أسباب اتياع الغى من المال والمنال:
पृष्ठ 108