============================================================
الفن الثابى م البيان غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا غلقت لضحكته رقاب المال ومرشحة: وهي ما قرن بما يلايم المستعار منه نحو: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم (البقرة:16). وقد يجتمعان كقوله: لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لبد أظفارهم تقلم والترشيح آبلغ؛ لاشتماله على تحقيق المبالغة، ومبناه على تناسي التشبيه، حت إنه يبني على علو القدر ما ئيخى على علو المكان كقوله: ويد حى يظن الجهول بأن له حاجة في السماء ونحوه ما مر من التعحب والنهي عنه، وإذا جاز البناء على الفرع مع الاعتراف غمر الرداء إلخ: كثير العطاع استعار الرداء للعطاء لأنه يصون عرض صاحبه كما يصون الرداء ما يلقى عليه، ثم وصفه بالغمر- من غمر الماء غمارة وغمورة إذا كان كثيرا - الذي يناسب العطاعه تحريدا للاستعارة، وقريتة استعارة الرداء للعطاء قوله: "إذا تبسم ضاحكا" أى شارعا في الضحك آخذا فيه. اشتروا الضلالة: استعار الاشتراء للاختيار، ونفاه بالربح والتحارة اللذين هما من متعلقات المستعار منه أي الاشتراء، شاكي السلاح: تحريد؛ لأنه يلاعم المستعار له أى المشبه، أعنى الرحل الشحاع، وكذا المقذف إذا فسر من قذف كثيرا إلى الوقائع، ففي البيت تحريدان، وإذا فسر ممن قذف باللحم فصار حسيما، فليس تحريد ولا ترشيح؛ لأن المقذف هذا المعنى يلاتم المستعار له والمستعار منه جميعا.
لبد أظفاره: لبد جمع لبدة، وهي الشعر المتراكم على منكب الأسد، وهذا ترشيح، لأنه مما يلاع المستعار منه، أي المشبه به أعني الأسد الحقيقي، وقوله: "أظفاره لم تقلم" الظاهر أن هذا تحريده لأن الأسد بعيد عن الوصف بعدم تقليم الظفر، وإنما بوصف بعدم التقليم ما من شأنه التقليم، وهو الإنسان، ولا يجوز أن يكون ترشيحا، لأن الظاهر أن وصف الشخص بأن أظفاره التي كانت للإنسان لم تقلم منه، لم يدل على شحاعة، أما لو وصف بأن أظفاره التي كانت للأسد لم تقلم منه، يدل على كمال شحاعة من حهة إثبات أظفار الأسد له ومن جهة أن تلك الأظفار لم تقلم، بل بقى على حدته، ففي البيت ترشيحان.
والترشيح أبلغ: من الإطلاق والتحريد وبحموعهما. ما يبنى: الذي يستعار له علو المكان. ويصعد: استعار الصعود لعلو القدر والارتقاء في مدارج الكمال، ثم بنى عليه ما يبى على علو المكان والارتقاء إلى السماء من ظن الجهول أن له حاحة في السماء. ونحوه: أي مثل البتاء على علو القدر.
पृष्ठ 106