तलहिस किताब अल-इस्तीगातात
تلخيص كتاب الاستغاثة
शैलियों
وقائل هذه العبارة إما أن يريد بها ما يريده الناس من هذه العبارة عند الإطلاق من تحقيق التوكل والتوحيد بأن العبد لا يسأل إلا الله ولا يطلب النصر المطلق والغوث المطلق والإعانة إلا من الله تعالى فهذا معنى صحيح
وأما الأول فهو صحيح إذ المقصود أن المخلوق لا يسأل فإن الله لم يأمر أحدا بسؤال المخلوق شيئا وإن كان المخلوق يجب عليه أن ينصر أخاه ويعينه ويغيثه فذلك يطلب منه من حيث أمره الله به كما يؤمر بسائر ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يجب أن يطلب منه على جهة السؤال له والذل والخضوع والتضرع له كما يسأل الله تبارك وتعالى بل مسألة المخلوق هي في الأصل محرمة وتباح عند الحاجة والأفضل الاستعفاف عنها مطلقا
وأما السؤال عن العلم فلا ريب أن السائل قد وجب عليه أن يطيع العالم فيما يخبره به من أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما وجب على العالم أن يخبره بأمر الله ورسوله والسؤال هنا من باب التعاون على البر والتقوى كصلاة الجمعة والجماعة والجهاد والتعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالسائل للعالم في الحقيقة يذكر له ما يوجب عليه بيان العلم كما يذكر له العالم ما يوجب عليه قبول ما يقوله العالم بخلاف سؤال ما يختص به السائل من مال ونفع
पृष्ठ 281