तलहिस किताब अल-इस्तीगातात
تلخيص كتاب الاستغاثة
शैलियों
و من قال إن هذا مثل قوله تعالى
﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾
و أن المعنى خلقكم لعلكم تتقون فقوله ضعيف لأن الله أمرهم بالعبادة التي خلقوا لها كما ذكره في تلك الآية ولو أراد هذا المعنى لقال ليتقوا كما قال هنا ليعبدون وقد قال
﴿لعلكم تتقون﴾
لا تفعل الشيء مترجيا لعاقبته فإنه عالم بالعواقب و لكن يأمر العباد بفعل الشيء لما يرجون من عاقبته كما قال تعالى
﴿فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى﴾
فهما قالا ذلك راجيين منه التذكرة و الخشية لا أن الله يرجو ذلك مع علمه تعالى بأنه لا يتذكر ولا يخشى
وقال
﴿الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾
ولا يجوز أن تكون تقواهم هي الغاية المطلوبة من خلق الأولين و الآخرين بل كل إنسان مطلوب منه أن يعبده وإن لم يعبده غيره و كان تعليله أن يقال لعلكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم
وقوله
﴿اعبدوا ربكم﴾
أي أخلصوا له العبادة فإن ذلك سبب التقوى كما قال عن يوسف عليه السلام
﴿كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين﴾
पृष्ठ 275