अल-तालिफ़ अल-ताहिर फ़ी शियाम अल-मलिक अल-ज़ाहिर अल-काइम बि-नुसरत अल-हक़ अबू सईद जकमक
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
शैलियों
110و
فلم يرجعوا إلا والأمور بحمد الله تعالى في البلدين مصر والشام قد عادت إلى أحسن ما كانت هذا ما يتعلق بالركب المصري ذكر أمور حجاج الشام • ومن معهم من الأعجام والأروام • وأما ما يتعلق بحجاج الشام • ومن معهم من الأعجام والأروام • فإنه لما عصى اينال الحكمي في شهر رمضان تخبطت أمور الناس وصاروا في مصادرات • واراجيف وخباطات • واستطالت الظلمة المعتدين • وفرع محمد الاستادار أنواع الظلم على الناس فتعطلت اسبابهم ومعايشهم • وتخبطت أحوالهم وكسدت • بضائعهم • التي كانوا أعدوها من السنة إلى السنة للحجاج كما مر ذلك • وكانوا في حصر وضيق لا يعلمه إلا الله تعالى • وإذا كان أهل البلد كذلك فما ظنك بالغرباء المساكين وكان الأمير إسحاق المذكور قد توجه إلى القدس الشريف فزاره ورجع فلما تخبطت أمور الناس • وكان له قاصد توجه إلى الأبواب الشريفة ورجع إليه بأحسن جواب • وأيمن خطاب • مع إنعامات وافرة • وصدقات متكاثرة وكان الأمير إسحاق قد عزم على أن يصنع في طريق الحجاز من أنواع البر والصدقات أشياء عظيمة فإنه في بلاد الروم كان له مدة مديدة • قد حصل فيها من الغنائم والفيء أموال الكفار شيئا لا يعلمه إلا الله تعالى فكان قصده ينفق ذلك كله في طريق الحج بحيث أنه تكفل لكل من كان معه من التجار والأعيان أن لا يصحب أحد منهم معه زادا ولا راحلة • وأن يصحب معه من الزاد الحلو والحامض • والآن الأطعمة المفتخرة ما يعجز عنه أمثاله من الملوك • ويكتري من الماء مائة جمل للسبيل خاصة خارجا عن الماء الذي له ولجماعته • فلما وقع العصيان تشوش خاطر الكبير والصغير وكان قد تعين لإمرة الحاج سيدي رجب بن قرا وبرزت المراسيم الشريفة
110ظ
له بثلاثة آلاف دينار لعمل مصلحته من الذخيرة الشريفة فمنع ذلك اينال الحكمي فقال الناس أن السنة لا يخرج من الشام ركب • وتشوشت الخواطر • وتنكد عيش الغرباء • وكان الأمر كما رسم به مولانا السلطان فإنه حصل للحاج وخاصة الغرباء غاية النكد والتشويش لك بعناية مولانا السلطان فرح الله تعالى وكشفه ولله الحمد فاجتمع الناس الغرباء إلى الأمير إسحاق • وشكوا ضرورتهم إليه • فأرسل إلى اينال يقول نحن ناس غرباء • قد جينا من بلاد بعيدة قاصدين اذا بغرض العمر • وقد تكلفنا من المشاق والنفقة ما يخفي عن علمكم الكريم • ومعنا أناس وجم غفير • وعدد عديد • وقد انصبنا الأبدان والرواحل ولا يمكننا التأخر • وقد ظهر من تقدير الله تعالى وقضائه ما لا يخفي • وكانت المراسيم الشريفة السلطانية • برزت لأمير حاج بشيء يستعين به على عمل مصالحه • والقيام بما هو بصدده • وحصل له عائق عن صرف ذلك إليه فإن اقتضى رأيكم فأنا أقوم بذلك من مالي وصلب حالي • ولا أكلف أحدا إلى ما قيمته الدرهم الواحد غير أن المقصود من مراسيمكم أن تنادوا لحجاج بلادكم بالخروج على جاري عادتهم بحيث أنه لا يشوش على أحد منهم فإنهم يخافون من حواشيكم • وحاشاكم أنتم من ظلم الرعية • وإنما يختشون من أحد يتسلط عليهم أو يتسبب لهم في إيذاء • وأنا أشفع عندكم فيهم • وإن أردتم من أحد منهم شيئا فأنا أقوم به كل ذلك ليكونوا رفقاءنا فإنا لو قدرنا على التوجه إلى الحجاز الشريف وحدنا فعلنا ولكن لا بد من مرافقة القافلة الشامية لأنا غرباء لا نهتدي لسلوك طريق الحج إلا مع من يعرف دربته وطريقه لأن سفر الحج لا يشبه بسائر الأسفار وفي الجملة مهما رسمتم فعلنا ومهما طلبتهم بذلنا • ولكم الفضل إذ لو بذلنا جميع ما في أيدينا لنيل هذا المقصود كنا نحن الرابحين • والمتوقع من صدقاتكم العزيزة • أن لا تخيبوا سؤالنا • ولا تمنعونا قصدنا • فعند ذلك سمح اينال بخروج الحاج • وكان رجب بن قرا مختفيا
111و
فنادى له بالأمان • والظهور في ظل الراحة والأمن • وأخذ الناس في عمل مصالحهم وتهيئة أسبابهم • إلى الطلوع إلى الحجاز الشريف • ولم يخرج غالبهم إلا مختفيا هاربا من محمد الاستادار • فإنهم كانوا في مصادرات وطروحات • فاجتمعوا في خان بن ذي النون وأصابهم فيه من الأمطار والأحوال ما لا يعلمه إلا الله تعالى • وخرج الركب الشامي في أرغد عيش • غير أن الناس كانوا منكدي العيش • مشوشي الخاطر • ولكن الله تعالى لا يضيع من قصده • ولا يخيب من سأله • فحجوا حجة مباركة هنيئة ورجعوا • فوجدوا البلاد على أحسن حال • وأنعم بال • ولله الحمد • • ذكر خبر الملك العزيز • وكان من أمر الملك العزيز أنه لما خرج من القلعة وتوجه إلى اينال الأشرفي كما ذكر واختفى اينال ووقع الخباط استمر الطلب له حتى خرج الحاج وكثرت الأقوال فيه فمن قائل إنه توجه إلى الصعيد ومن قائل إنه توجه إلى الشام ومن قائل إنه منتظر خروج الحاج حتى يخرج معهم ومن قائل إنه مختف في مصر واضطربت الأحوال • كاضطراب الأقوال • حتى خرج الحاج • وقالت الناس أنه معهم • وأرسل وراء شاهين وياقوت ورجعوا بهما • ثم رجعوا بشرور الطراباي كما ذكر • وإنما كان مختفيا في مصر يتردد فيها بالليل ويضرب اللثام • مع بعض مماليك من مماليكه • ويمشي في الأزقة في هيئة مغيرة • حتى شاع خبره • وسمع به واحد من الأمراء • كان يأوي إلى زقاقه فرقبه ليلة من الليالي وهي من أواخر شوال سنة اثنين وأربعين وإذا به قد مر مع مملوك يقال له أزدمر كأنه كان لألته أم من جهته وهو في هيئة فقيه وتحت ابطه كتاب فصاح ذلك عليه وقال له من أنت فلم يرد عليه فتبعه فهرب منه واختفى في بيت فلم يزل يتتبع أثاره حتى ظفر به وأتى به من باب السلسلة بعد عشاء الأخرة وأخبروا البواب أنهم وجدوا الملك العزيز فأخبروا المقر الأشرف الناصري
111ظ
سيدي محمد فأخذه وذهب به إلى المواقف الشريفة فإذا مولانا السلطان واقف يصلي واشتهر وشاش بين الحاضرين أن الملك العزيز وجد وأعلن بهذا الكلام وصرح به • ومولانا السلطان مشغول بالله تعالى لم يرفع لذلك طرف • ولم يتقيد بشيء من ذلك حتى أتم الصلاة على أحسن حالاتها • وأتم أركانها • ولما فرغ من الصلاة وأحضروا الملك العزيز بين يديه وقال له بأحسن ملاطفة يا ولدي ماذا رأيت منا وما فعلنا معك من الإساءة والأذى • حتى شوشت على نفسك وعلى الناس ثم أمر بإكرامه وإعزازه كما كان وأرسله إلى مكان محتفظا عليه مما يؤذيه • استقرت الأمور بحمد الله تعالى على أحسن حال • وأيمن40 بال • واستقر في نيابة الشام المقر السيفي اقبغا التمرازي • إلى أن توفى إلى رحمة الله تعالى في شهر ربيع الأول من شهور سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة كما سيأتي في حوادثا • وفي نيابة حلب المقر السيفي جلبان نائب طرابلس إلى أن انتقل إلى نيابة الشام بعد السيفي أقبغا المذكور وصار مكانه بحلب قانباي الحمزاوي انتقل إليها من طرابلس واستقر مكانه المقر السيفي برسباي أمير حاجب الحجاب بالشام كان • وفي حماه المقر السيفي بردي بك العجمي • وفي غزة طوخ مازي إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى واستقر مكانه طوخ • وفي نيابة صفد اينال الأجرود • وفي نيابة القدس طوغان • ذكر الحوادث في سنة أحد وأربعين وثمانمائة نقلت في تاريخ الشيخ الإمام العلامة تقي الدين المقريزي أبقاه الله تعالى في مصر في أول شعبان سنة اثنين وأربعين وثمانمائة أن الملك الأشرف كان قد حصل له ضعف في سنة أحد وأربعين وثمانمائة • قلت وكان في سنة أربعين وثمانمائة رسم أن لا يلبس أحد قبعا أحمر ولا يجلب إلى مصر وينهب من كان عنده شيء من ذلك وأمر بإشهار المناداة في ذلك وتعطلت أرباب ذلك الصنف وتجاره
112و
ورسم في هذه السنة أيضا أن لا تخرج امرأة من بيتها وشدد في ذلك بحيث أنهم كانوا يؤذون النساء إذ لقونه في الشوارع • وتعطلت غالب معائش الناس والتجار لأن بيعهم وشراؤهم كان مع النساء • وساءت أخلاق الملك الأشرف • وحصل في سنة أحد وأربعين طاعون في القاهرة فاتفق أن امرأة مات لها ولد بالطاعون وكان واحدها فوجدت عليه فلما جهزوه وأخرجوه من الدار ليضعوه في التابوت أرادت أمه الخروج وراءه فمنعوها للمرسوم المتقدم من تشييعه فحملها الوجد وقلة الثبات على الصعود إلى أعلى الدار وألقائها نفسها إلى الأرض فماتت فرق لها الناس ودعوا على من اضطرها إلى ذلك • وخرجت امرأة أخرى إلى أمرهم اضطرت إليه فصادفها دولت خواجة متولي الحسبة • وكان ظالما فصاح بأعوانه أن يأخذوها ويأتوه بها ليضربها فقبضوا عليها فدهشت ووقعت مغشيا عليها وذهب عقلها من شدة الخوف فشفع بعض الناس فيها فتركت وانصرف المحتسب عنها فحملت إلى دارها وقد اختلت وفسد عقلها فمرضت مدة • وفي يوم الجمعة تاسع شوال سنة واحد وأربعين رقى الخطيب بالجامع الأزهر المنبر وخطب واسمع الناس وجلس الجلسة المعهودة بين الخطبتين فأطالها ثم قام وجلس واستند إلى جانب المنبر قدر ما يقرأ القارئ ىبع حزب والناس منتظرون قيامه إذ قال قائل مات الخطيب فارتج الجامع وضج الناس وتأسفوا وأخذوا في البكاء واختلت الصفوف وبادر الناس إلى المنبر إذ قام الخطيب ونزل عن المنبر ودخل المحراب وأوجز في الصلوة من غير جهر بالقراءة • ثم من بعد الصلوة قدمت عدة جنائز فصلى عليه واضطرب الناس في أقوالهم • فقال قائل إن الجمعة ما صحت وتقدم وصلى الظهر أربعا وأتم به جماعة فلما فرغ قام جماعة وأمروا المؤذنين بالشدة فأذنوا ورقى واحد المنبر وخطب خطبتين ونزل وتقدم ليصلي فمنعوه وأتوا بالإمام الراتب فتقدم وصلى
अज्ञात पृष्ठ