अल-तालिफ़ अल-ताहिर फ़ी शियाम अल-मलिक अल-ज़ाहिर अल-काइम बि-नुसरत अल-हक़ अबू सईद जकमक
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
शैलियों
لا أكرمهم إذ أهانهم الله • ولا أعزهم إذ أذلهم الله • وال أدينهم إذ أقصاهم الله • دخل بعض الكبراء • على بعض الخلفاء • فوجد عنده ذميا يكتب • وكان الخليفة يقرب ذلك الذمي ويميل إلى كلامه فأنشده الداخل شعر • • يا ملكا طاعته ديننا • وحبه مفترض واجب • • إن الذي شرفت من أجله • يزعم هذا أنه كاذب • وأشار إلى الذمي وقال سله يا أمير المؤمنين عن ذلك فسأله لم يجد به بدا من أن يقول هو صادق فاعترف بالإسلام • وقد علم من هذا أنه ينبغي للملوك والسلاطين أن لا يقربوا أعداء الدين لحال خاصة الأطباء والحساب • فقد قيل • شعر • كل العداوة قد يرجى الصلاح لها • إلا عداوة من عاداك في الدين • سئل بزرجمهر ما بال ملك آل ساسان خرج منهم بعدما كانوا في قوة وبسط يد • ووفور عدد وعدة • وتطاول سلطان • وعدم مخالف وشدة أركان المملكة • فقال لأنهم قلدوا كبار الأعمال • صغار العمال • وأنشد شعر • لله در انوشروان من رجل • ما كان أعرفه بالوغد والسفل • نهاهم أن يمسوا عنده قلما • وان يدل هو إلا حرابا بالعمل • وكما ان كل سلاح له محل كل رجل من الكفاية له محل في تولية الأعمال • والمراءة لا تصلح لكفاية عمل • ولا لحفظ سر • فضلا عن ساسة الملك • ولما مات كسرى بلغ موته النبي صلى الله عليه وسلم فسأل من ولي مكانه فقالوا ابنته بوران فقال لن يفلح قوم اسندوا أمرهم إلى امرأة فاختل أمرهم • قال المأمون ما فتق علي في مملكتي فتق قط إلا كان سببه جور العمال حكاية
77و
كان بعض الخلفاء شديد البأس • وكان له عامل جائر لا يقدر أحد أن يخاطب الخليفة من أمره لكونه يميل إليهم فاستعملوا في أمره نديما للخليفة حاذقا ففي بعض الليالي أرق الخليفة واستدعى النديم ليشاغله بطرف الأحاديث والأخبار فوجد فرصة للتعرض بخبر العامل فقال إن بومة بالبصرة خطبت لابنها بنت بومة بالكوفة فقالت بومة الكوفة أريد صداقها قريتين من خراب القرى فقالت بومة البصرة أما الآن فلا أقدر على ذلك لأن البلاد على أيام أمير المؤمنين خلد الله معدلته كلها عامرة لكن إن كان عليك مهل فاصبري نحو سنة فإنه إن دام على البلاد ولاية فلان عاملها فإني أعطيك لو شيئت مائة قرية خرابا كما تريدين وتشتهين قال فاستيقظ الخليفة بهذا الكلام وأخذ في التفتيش عن أمر الوالي وعزله • وكان عمر رضي الله عنه إذا استعمل عاملا اشترط عليه أن لا يركب البراذين • ولا يلبس الرقيق • ولا يأكل النقي • ولا يتخذ حاجبا • ولا يغلق بابا عن حوائج الناس • ولا أغراضهم ولا أعمالهم • ويقول له إنما استعملتك لتقضي بينهم بالعدل • وتعمل مصالحهم • وتصلي بهم • وكان إذ أقدم الوفد عليه سألهم عن حالهم وعن أشعارهم وعن أحوال أميرهم هل يدخل على الضيف • ويعد المريض • فإن قالوا نعم حمد الله وإلا عزله • قيل إذا ولي السلطان العمال الظالمين مثل من استدعى الذئب الغنم • وربط الكلب العقود ببابه • وإن العامة تشتم الحجاج • والخاصة تلوم عبد الملك بن مروان لأنه هو الذي استدعاه • قيل شعر • ومن يربط الكلب العقور ببابه • فعقر جميع الناس من رابط الكلب • وينبغي للملك إذا حصل له الوزير الناصح • والعالم الشفوق • والخادم المعين له على ما أولاه الله تعالى بالدين والأمانة • وخلوص الطوية • والشفقة على الخلق • فينبغي إذ ذاك أن لا يبقى مجهودا في استعطاف خاطره بأنواع
77ظ
المبرات • والمشرة في المهمات • فإن المشورة من أقوى الدواعي على استجلاب خواطر حاشية الملك • وتطيب قلوبهم • وبذلك النصيحة له • في المشورة فوائد جمة لا تخفى على ذي البصيرة الصادقة • والرأي الثاقب • والفكر الصائب • قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وشاورهم في الأمر • ولما أراد الله تعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام استشار الملائكة • والقصة مشهورة • وفوائدها مذكورة • قال تعالى والذين استجابوا لربهم • وأقاموا الصلاة • وأمرهم شورى بينهم • مدحهم الله تعالى بالتشاور وقرن الشورى بالاستجابة له وبإقامة الصلوة • وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول لأصحابه اشيروا علي وسئل عليه الصلاة والسلام عن الحزم فقال أن تسترشد • ولما قصد بالأحزاب كان فيهم عيينة بن حصين • والحرث بن عوف • فأرادا منه ثلث ثمار المدينة على أن يرجحا بمن معهما من غطفان فقال حتى أشاور السعود سعد بن معاذ • وسعد بن عبادة • وسعد بن فزارة • رضي الله عنهم فأشاروا أن لا يعطيهم • فعمل بمشورتهم فانجح • وكذلك في بدر لما نزل عليه الصلاة والسلام بأدنى ماء قال الحباب بن المنذر يرسول الله أرأيت هذا المنزل منزلا أنزلكه30 الله تعالى ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة فقال صلى الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال الحباب ليس هذا بمنزل فانهض يرسول الله بالناس حتى نأتي أدنى منزل من القوم فننزل على مائه ثم نفور ما وراءه من القلب والآبار ونعمل لك حوضا فنملأه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال صلى الله عليه وسلم لقد اشرت بالرأي فنهض عليه الصلاة والسلام بمن معه وسار حتى أتى أدنى ماء القوم فنزل عليه وفعل ما أشير عليه فانجح وقال على كرم الله وجهه في المشورة سبع خصال
78و
استشاط الصواب • واكتساب الرأي • والتحفظ من السقطة • وحرز من الملاحة • ونجاة من الندامة • والفة بين القلوب • واتباع الأثر • مع أن عليا كرم الله وجهه كان مستبدا برأيه ولما ولي الخلافة استشار في أمر معوية رضي الله عنهما فقيل استمر به وأقره نحو مدة شهر ثم أعزله فأبى ثم بادره بعزله فلم يجبه إلى ذلك وكان من أمرهما ما كان وسببه الاستبداد بالرأي وقال لقمان عليه السلام لابنه يا بني اجعل عقل غيرك لك قال وكيف قال استشر في حوائجك • وفي حكم الهند الملك الحازم يزداد برأي الوزير حزامة كما يزداد البحر من ماء الأنهار وينال بالحزم والرأي والمشورة ما لا يناله بالجند والعساكر • ولم يزل حزمة الرجاء وذوو العقول من الأكابر يستحلون مرارة قول النصحاء كما يستحلي الجاهل المساعدة على الهوى • وقال عمر رضي الله عنه رحم الله أمرءا أهدى إلى عيوبي وكان يقال من أعطى له بعالم يحرم أربعا من أعطي الشكر لم يحرم المزيد • ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول • ومن أعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة • ومن أعطي الاستشارة لم يحرم الصواب • وقيل خير الرأي خير من فطيرة • وتأخيره خير من تقديمه • وهذا بحسب مساعدة قضاء الله تعالى وقدره • فائدة جليلة في المشورة ذكر في جامع الحكايات أن منصور الخليفة كان يختشي الملوك على ملكهم وكان لا يجد سبيلا إلى قتلهم • وكان من عمه عبد الله بن علي ابن عبد الله بن عباس • ومن بن عمه عيسى بن موسى بن علي أشد خوفا فأكمل الفكر في إهلاكهما • وكان بن عمه عيسى واليا على الكوفة فدفع المنصور عمه عبد الله بن علي إلى عيسى وأمره بقتله فلما أراد أن يقتله تفكر في أمره وكان يونس بن فروة الكاتب صديقا له فعرض عليه هذه القضية واستشاره فيماذا يفعل فقال له يونس لا تفعل ولا تؤذه فإن ذلك يتطرق إليك
78ظ
فقال أخشى من المنصور فقال احبسه عندك في مكان حتى لا يطلع عليه أحد الا الله تعالى وتعالى31 انت بنفسك أمره بحيث لا ينقل إليه أحد الطعام والشراب غيرك واكتم قضيته على جميع الناس إلى أن تتيقن من أمره ما يفعل الله تعالى وقل للخليفة أنك امتثلت أمره فإنه يختلج في خاطري أن لهذا الأمر شأنا سيظهر وعلى كل حال إن أبقيت عليه واضطررت إلى قتله فتقدر على ذلك ولا تقدر على غير ذلك إذا قتلته فامتثل ما أشار به يونس وأخفي أمره عن جميع الخلق • ثم إن المنصور حج ورجع فاجتمع عنده أعمامه وبنو أعمامه من بني العباس وبني هاشم • ثم إنه طلب من عيسى عمه عبد الله بن علي على رؤس32 الأشهاد فتقرب إليه وقال له سرا أنت ما أمرتني بقتله وامتثلت أمرك في الوقت الفلاني فصاح وقابله بالتكذيب وأنكر واستشاط وقال مجاهرا أنا أمرتك بقتله يا فاعل يا تارك ثم أنه استثبه في الإقرار بقتله • فلما تحقق ذلك منه صاح وأعماه واحمى صدورهم عليه ثم رفعه إلى بني عمه وقال دونكم فاقتصوا منه فإني لم آمر بقتله فتعلقوا فيه فسحبوه وخرجوا به من عند المنصور وذهبوا به ليقتلوه به فلما جردوه واحضروا الجلاد وهو يستشفع بهم واحدا بعد واحد ويتالى أنه أمر بقتله وهم لا يقبلون ذلك فلما تحقق منهم أنهم يقتلونه قال لهم إنه عندي حيا واحضره إليهم وسلمهم إياه فخجل المنصور ونجا عيسى من القتل وذلك ببركة المشورة • ثم إن المنصور حبس عبد الله بن علي في بيت أساسه من علم الملح ثم أرسل عليه الماء فلما ذاب الملح سقط عليه فارتدم تحته • ومما يحب على الملك والسلطان إذ أشاور في أمر جماعته وخواصه في قضية يريد اخفاها أو أراد أن يفشي إليهم سرائر يد كتمه عن غيرهم أن ينفرد بكل واحد منهم على حدة ويبدي ذلك إليه لأنه أخفى • للسر • واحزم للرأي • وأقرب إلى السلامة • وأسلم عاقبة • ولأنه ربما يفسر ذلك
79و
अज्ञात पृष्ठ