अल-तालिफ़ अल-ताहिर फ़ी शियाम अल-मलिक अल-ज़ाहिर अल-काइम बि-नुसरत अल-हक़ अबू सईद जकमक
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
शैलियों
3ظ
رحمه الله تعالى وقد خلق الناس اشتاتا متفاوتين كمعادن الذهب والفضة وسائر الجواهر فانظر إلى معادنها وتباعد ما بينها بكون • ولون • وخاصية • وبقاء فكذلك القلوب معادن لجواهر المعارف • فبعضها معدن النبوة • والولاية • والعلم • ومعرفة الله تعالى على تفاوت درجاتهم • وبعضها معدن الشهوات البهيمية • والأخلاق الشيطانية • ذكره في الملحمة • والرد على المجسمة • فمن الناس من يترقى في درجات الكمال ويتصعد في شريف ما ذكرنا من جميل الخصال • حتى يفضل على خواص الملائكة كخواص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام • فإن مذهب أهل السنة والجماعة أن خواص البشر وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أفضل من خواص الملائكة • وخواص الملائكة عليهم السلام أفضل من عوام البشر • ومنهم من يتنزل في مذموم هذه الأوصاف التي ذكرناها حتى يركد في أسف سافل ويصير أذل من الحشرات • وأقل من الجمادات قال الله تعالى ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ولو كان شيء أقل من التراب وأذل من الأرض التي تطاؤها الأقدام لتمنى الكافر أن يكون ذلك • كما قيل • شعر • • فكم بين شخص بالملائك ملحق • وبين شخيص ملحق بالبهائم • وإلى صورة الإنسان وسيرته أشار قوله تعالى ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين • ثم جعلناه نطفة في قرار مكين • ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة • فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما • ثم أنشأناه خلفا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين • وكل من القرآن العظيم • وحديث النبي صلى الله عليه وسلم الكريم مشحون بذكر هذه القدرة البديعة • والحكمة الرفيعة • فكلما ترقى الإنسان في الصفاء المحمود والمقام الأرفع كان إلى حضرة الله سبحانه وتعالى أقرب • ولجناب رب الأرباب أوصل • وبصفات أفعال الله تعالى
4و
ونعوت ذاته أعرف • وذلك مقام الأولياء والصديقين • والأنبياء والمرسلين • والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا • وكلما نصوب في الصفات الذميمة إلى الدرك • الأسفل كان إلى الشيطان وحزبه أقرب • وفي قعر الهاوية والسعير أنزل • وبصفات خالقه ورازقه وبمقدار نفسه أجهل • قال الله تعالى حكاي عن كلا الفريقين كلأ إن كتاب الأبرار لفي عليين • كلا إن كتاب الفجار لفي سجين • والتفاوت الذي بين كل من الفريقين لا يحيط بكنهه إلا عالم الغيب والشهادة الذي خلقه فسواه فعدله • في أي صورة ما شاء ركبه • تعالى وتقدس • ربما ترى شخصين متصاحبين أحدهما سره جائل في عالم الملكوت • في حظيرة القدس • منعما في حدائق الأنس • والآخر في دركات أسفل سافلين • معذور بقوله أم لهم قلوب لا يفقهون بها • وأعين لا يبصرون بها • ولهم آذان لا يسمعون بها • أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون • وقد بينا بعلم له لا عبرة بالصورة • وأما القول عليه بالباطن والسريرة قال فكم بين شخص الخ • حكاية توجه السلطان الملك الأشرف أبو النصر برسباي رحمه الله تعالى إلى طرف ديار بكر وذلك في شهور سنة ست وثلاثين وثمانمائة ثم لما قفل في أواخر السنة المذكورة حضر إلى زيارة شيخنا المرحوم العامل الرباني • والعالم الصمداني • قطب الأقطاب • وولي الملك الوهاب • الكامل المكمل الشيخ علاء الملة والدين • محمد بن محمد البخاري • سقي الله تعالى مرقده • شآبيب الغفران • وكساه بفضله خلع الرضوان • وكان إذ ذاك ساكنا في الشبلية من صالحية دمشق • فلما دخل عليه • وجثا بين يديه كان فيما نصحه به أن قال له يا برسباي اعلم أنه ملك الدنيا قبلك من هو أعظم منك دولة وأكبر صولة وأكثر جولة • منهم داود • وسليمان • عليهما الصلاة والسلام وذو القرنين والخلفاء الراشدون • ومن سلك طريقهم • ومنهم فرعون • ونمرود •
4ظ
وشداد • وبخت نصر • ومن تبعهم في نهجهم • ثم إن الكل تركوها ومضوا لسبيلهم • ولم يتبعهم منها مقدار ذرة • وقدموا على ما قدموا • ولاقوا ما عملوا • والآن قد ملكت أنت وصارت لك حصة ما كان لأولئك • وقد لاح لك طريق كلا الفريقين • واتضح لك سبيل الأخيار منهم والأشرار • فأنت بالخيار من سلوك أي طريق شئت • واتباع أي فريق منهم أردت فما تم طريق ثالث إلا طريق داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام فتحشر معهم وهذا القدر من الكلام يكفيك • وخير الكلام المختصر المفيد • عودا إلى ما كنا فيه فأذن أعلى جنس الإنسان الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم لاختصاصهم بالسمو إلى أعلى ذري هذه الصفات والترقي في الخصال المحمودة إلى غاية الغايات • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وهذه الصفات الحميدة هي من شرائط النبوة ولوازمها كما تقرر في علم الكلام ولذلك اختارهم الله تعالى لسياسة عباده • واصطفاهم لدعوتهم الخلق إلى توحيده وهدايتهم إلى سواء الطريق والوصول إلى جنانه • وتحصيل ثوابه ورضوانه • ثم من بعدهم أعلى جنس الإنسان وأشرفه من تمهدت به شرائعهم • وتقوت بصولته ودولته ملتهم • وسلك سننهم • وإحياء سننهم • من الملوك والسلاطين • وولاة أمور الدين • قال الله سبحانه وتعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم • فلم يكن أقرب إلى نبي مرسل من ملك شيد شريعته على قواعد العلم وأركان العدل والإمام العادل ببركة عدله يظله الله تعالى يوم القيامة تحت ظله • ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين • لم ينتظم بعده أمر الدين • إلا بخلافة الخلفاء الراشدين • ثم من بعدهم بالسلاطين العادلين • والملوك الفاضلين • وكل حاكم أحيى سنتهم • وولي أمر قوى طريقتهم • ووجود السلطان في الأرض من حكم الله تعالى • البالغة ومننه السابغة • لأن الله تعالى جبل الإنسان على حب الانتصاف
5و
لنفسه وعدم الإنصاف لغيره فمثل الإنسان بلا سلطان كمثل السمك يبتلع الكبير منها الصغير قال شعر • • لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم • ولا سراة إذا جهالهم ساروا • ولولا السلطان القاهر الذي يدبر معايش الناس ومصالحهم لم يتهيأ لهم أمر ولا استقام لهم معاش • وإذا لم يصلح لهم معاش فلا يصلح لهم معاد • فإن صلاح المعاد مترتب على صلاح المعاش • قال بعض القدماء لو رفع السلطان من الأرض ما كان فيه في أهل الأرض من حاجة • والسلطان للعالم بمنزلة الروح للجسد • والرأس للبدن • والشمس للدنيا • ومثل الناس بلا سلطان كمثل بيت بلا سراج يدب فيه الحشرات المؤذية • ويسرح فيه كل شرير • ويضيع فيه حال المحسن فإذا أوقد فيه السراج ارتدع كل مؤذ • وانتفع كل مصلح • وقيل للسلطنة سر من أسرار الربوبية يحفظ بها عباد الله وبلاده • شرفها جسيم • وقدرها عظيم • ونفعها عميم • وثمرتها حراسة النفوس والأهوال • وإحراز الأرزاق • وإقامة المعايش • ونشر العلم • وإظهار الدين وقمع الظالمين • وردع الباغين • وأمن السبل • وتعرف الدواعي على مصالح الدنيا والدين • ولا مرتبة أعلى منها • ولا غنى لمصالح الدنيا والآخرة عنها • إذ بإقامتها يتمكن نهض الخاشع من عبادته • والفلاح بقيام كفور زراعته • ويقدم التاجر على تنفيق بضاعته • ويقطع المسافر المفاوز لبلوغ حاجته • ومن الجملة لا يقدر أحد بدونها على إصلاح شيء من أمور دنياه وآخرته • هذا وقد من الله تعالى في هذا العصر • وجبر هذه الأمة الضعيفة بعد الكسر • برحمة شاملة • ونعمة كاملة ودولة عادلة • وأيام سحائب خيرها بالأمن والأمان هاطلة • وهي الأيام السعيدة • والدولة الشريفة الحميدة • أيام مولانا وسيدنا • ومالك رقابنا • السلطان الأعظم • المالك الملك الأكرم الأفخم • سيد سلاطين
5ظ
العرب والعجم • والترك والديلم • خادم الحرمين • ومخدوم الثقلين • حامي العباد • ماحي العناد • المؤيد بالنصر المسدد بالفخر • الملهم سير العدل • الثبت من الله تعالى بالفضل والفصل • حافظ حوزة الدين • ظل الله في الارضين • خلاصة الماء والطين • ناشر رايات الخير على الإسلام والمسلمين • ماد سرداق الويل على الكفرة والملحدين • رافع الوية الحق • ناصب ابنية الصدق • كاسر أرباب النفاق • جازم أصحاب الشقاق • مظهر كلمة الله العلية مخفي آثار الشرك والرياء • منصف المظلومين من الظالمين • مشيد مسند سيد المرسلين • ملاذ الملوك ملجأ السلاطين • غوث الملهوفين والضعفاء • مربي العلم والعلماء • الملحوظ بالعناية الأزلية • المحفوظ بالولاية السرمدية • مولانا السلطان المالك الملك الظاهر أبي سعيد جقمق • شعر • • من كان عند الله أيامه • مخبؤه للزمن الآخر • جعل الله تعالى ملوك الدنيا خدامه • وسلاطين الآفاق تمشي خلفه وقدامه ونصر أولياءه • وكسر أعداءه مليك لما نشر به الأمان جناحه • وشهر الزمان نجاحه • ورفع الحق رأسه بعد ما كان انتكس • وتبسم كل من الملك والدين ضاحكا بعد أن وقع في النازعات وعبس • وفد عليه من الأطراف • كل وافد • وقصد للاكتحال بنور طلعته الشريفة كل صادر ووارد • فاحل كل واحد محله • ورفع العلم والفضائل وأهله • وتشرفت بتقبيل الأرض بين يديه الملوك • ورأت الدخول في شريعة طاعته • وطريقة أوامره في الحقيقة من أعظم السلوك • فعمت هباته وطمت صدقاته • ووسع حلمه كل مجرم • وحمل عفوه كل مبرم • وكنت قبل هذا التأليف السعيد صنفت تاريخا وسميته بعجائب المقدور • في نوائب تيمور • ذكرت فيه بعض أحوال تيمور الأعرج
अज्ञात पृष्ठ