الدولة غير أن منزلة ابن خالويه في بلاط سيف الدولة حالت بين الفارسي وما آمل، فأخذ يطوف مدن الشام، وظهرت أسماء بعض هذه المدن على كتبه أيضًا، كالمسائل الحلبية، والدمشقية.
وعاد إلى بغداد سنة ٣٤٦ هـ، ومكث فيها حتى عام ٣٤٨ هـ، ثم انتقل إلى شيراز، ليلحق بعضد الدولة، وبقي فيها مقربًا إليه يسايره ويحضره مجلسه ويتباحث معه في النحو واللغة، إلى أن حدث النزاع بين عضد الدولة وابن عمة عز الدولة بختيار بن معز الدولة، الذي انتصر فيه عضد الدولة، ودخل بغداد، وبلغ فيها أوج سلطانه.
ولحق أبو علي بعضد الدولة في بغداد، وارتفع شأنه عند عضد الدولة حتى كان الوكيل عنه في عقد زواج ابنته على الخليفة الطائع سنة ٣٦٩ هـ (^١)، فقصدت أبا علي الوفود من جميع الأقطار، واشتهر ذكره في الآفاق.
وتوفي في بغداد في ربيع الأول سنة ٣٧٧ هـ، ودفن في الجانب الغربي منها.
وكان ميسور الحال في آخر أيام عمره حتى قيل: أنه أوصى بثلث ماله لنحاة بغداد، فكان ثلاثين ألف دينار (^٢).
ووصفه المؤرخون بأنه كان قوي البنية، نظيفًا في مظهره ولهذا فقد أزرى على المتنبي قبح زيه، وما أخذ به نفسه من الكبر (^٣).
وقد وصف أيضًا بأنه كان صادقًا في نفسه، مترفعًا عن الكذب (^٤)، رفيقًا
_________
(^١) النجوم الزاهرة ٤/ ١٣٥.
(^٢) إنباه الرواة ٢/ ١١٩.
(^٣) الصبح المنبي ٢١٠.
(^٤) انظر: لسان الميزان ٢/ ١٩٥، ويتيمة الدهر ٤/ ٢٧٠.
1 / 13