الآية الثانية
قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم )}(1)
هو يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة من سنة عشرة من الهجرة، وهو يوم عرفة، وكان نزولها على النبي بعد صلاة العصر من اليوم المذكور في حجة الوداع وقد قيل: إنه يريد باليوم هنا الزمان، كما يقال : كنت بالأمس فتى وأنت اليوم كهل .
الآبة الثالثة
قوله تعالى : {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة
من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير} .(2)
حكى ابن اسحاق أنها نزلت في رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا وذلك عندما تكلم معهما بعض اصحاب رسول الله و، فقالوا لهما كنتم تذكرون لنا محمدا وتصفونه لنا بصفته. فقالا عند ذلك ما قلنا لكم هذا وما أنزل الله من كتاب بعد موسى، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا، فنزلت الآية في قولهما، والله أعلم .
الآية الرابعة
قوله تعالى: * وقالت اليهود والنصارى
نحن أبناء الله وأحباؤه}(3) الآية.
قالها من اليهود نعمان بن أضا وبحري بن عمرو وشأس بن عدي وذلك أنهم أتوا رسول الله فكلموه وكلمهم، فدعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا : ما تخوفنا يا محمد ؟ نحن والله أبناء الله وأحباؤه. حكاه ابن إسحاق وحكى ابن عطية أن الذي أوقعهم والنصارى فى ذلك : أنهم حكوا أن الله تعالى أوحى إلى إسرائيل أن أول أولادك بكري فضلوا بذلك، وقالوا: نحن أبناء الله، ونقلهم لهذا لا يصح ، لو صح لحمل على المجاز؛ أي بكري في
पृष्ठ 57