الجنة )(1) نزول آدم وحواء وإبليس والمواضع التى أنزلوا فيها ، وتكلم على ذلك، قال المؤلف رضى الله عنه : ورأيت أن أضيف إلى ذلك مدة إقامتهما فى الجنة ويوم خروجهما ووقته وما يتعلق بذلك بحول الله، فأقول : ثبت في الصحيح (2) أن آدم خلق يوم الجمعة وحكى الطبري فى التاريخ الكبير أن آدم عليه السلام خلق في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، وهو آخر يوم من أيام الستة التى خلق الله فيها الخلق ، وأن في بقية ذلك اليوم نفخ فيه الروح وسكن الجنة، أوهبط قبل غروب الشمس منه، وهذا على أن يكون اليوم ألف سنة فتكون الساعة ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر من أيام الدنيا ، فمكث جسدا بلا روح أربعين عاما من أعوام الدنيا ومكث بعد ذلك حيا فى الجنة مع زوجته ثلاثة وأربعين عاما وأربعة أشهر من أعوام الدنيا، وذلك كله ساعة من أيام الآخرة .
وقد قيل : إنه مكث فيها خمسمائة عام ، فكان هبوطه منها لخمسة أيام مضين من نيسان. والله أعلم .
وكان آدم عليه السلام طوالا كثير الشعر جعدا، أدم اللون، أجمل البرية، وكان أمرد وإنما نبتت اللحى لولده من . بعده قاله القتيبي .
وقد روى في الحديث أن طول آدم كان ستين ذراعا وروى أن رسول الله
و قال : «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا» وقيل في معنى ذلك : أى على صورة آدم التى كان عليها يوم قبض ، لم ينتقل من مضغة إلى علقة إلى طفل إلى كهل إلي شيخ، وإنما خلق على صورته التى مات عليها ، وقيل : معناه على صورته التي أهبط فيها إلى الأرض ، أي لم يكن في الجنة أطول منه في الأرض ولا أجمل. وقد جاء في الحديث أن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن. ومعنى ذلك: على الصورة التى ارتضاها الرحمن أن تكون لآدم إذا لم يخلق غيره على صورته وهيئته وقد قيل : إن الخبر جاء عقيب قوله عليه السلام : لا تقولوا: قبح الله وجهك، فإن آدم خلق على صورته، أي على صورة هذا المقبح. وجهه والله أعلم .
पृष्ठ 36