أجابهم: ﴿اخسؤوا فيها ولا تكلمون﴾ قال: فأطبقت عليهم، فيئس القوم بعد تلك الكلمة، وإن كان إلا الزفير والشهيق.
وعن عطاء بن السائب، عن أبي الحسن، عن ابن عباس، في قوله تعالى: ﴿ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك﴾ قال: فيتركهم ألف سنة، ثم يقول: ﴿إنكم ماكثون﴾ .
وخرجه البيهقي، وعنده عن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وقال سنيد في تفسيره: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: نادى أهل النار خزنة جهنم أن ﴿ادعوا ربكم يخفف عنا يومًا من العذاب﴾ فلم يجيبوهم ما شاء الله، ثم أجابوهم بعد حين وقالوا لهم: ﴿ادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال﴾ ثم نادوا: ﴿يا مالك ليقض علينا ربك﴾ فيسكت عنهم مالك، خازن جهنم، أربعين سنة، ثم أجابهم: ﴿إنكم ماكثون﴾ ثم نادى الأشقياء ربهم:
﴿قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا﴾ الآيتين، فسكت عنهم مثل مقدار الدنيا، ثم أجابهم بعد: ﴿اخسؤوا فيها ولا تكلمون﴾ .
وروى صفوان بن عمرو، قال: «سمعت أيفع بن عبد الكلاعي، يقول: قال رسول الله ﵌: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، قال الله: يا أهل الجنة،
﴿كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم﴾ .
قال: نعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رحمتي ورضواني وجنتي، امكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم يقول لأهل النار: ﴿كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم﴾ فيقول: بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، سخطي، ومعصيتي، وناري، امكثوا فيها خالدين مخلدين، فيقولون: ﴿ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون﴾ فيقول: ﴿اخسؤوا فيها ولا تكلمون﴾ فيكون ذلك آخر عهدهم