160

तखलीस अल-आनी

كتاب تخليص العاني من ربقة جهل المعاني للقطب اطفيش تحقيق محمد زمري

शैलियों

والذي كنت أفهمه قبل هذا ما قيل: إن أهل الحضر ينالهم ذل الحكام ومشقتهم بخلاف البادية، والبادية إلى الآن فيهم عزة النفس؛ ترى أعرابيا صغيرا أو كبيرا حقيرا أو عظيما ينادي شيخ البلد: يا فلان، دون أن يقول: يا أبا فلان، ولا يا عمي فلان، ولا يا سيدي، أو ما أشبه ذلك. والله أعلم .

ويؤتى بالمسند إليه اسم الإشارة أيضا للتعريض بغباوة السامع كان لا يدرك إلا المحسوس، كقول الفرزدق:[ من الطويل ]

أولئك آبائي، فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع (¬1) ...

... فإنه لو قال فلان وفلان وفلان آبائي لم يكن فيه تعريض بغباوة جرير، ومراده: التعريض بها كما عرض بها له في قوله <<يا جرير>> بصيغة النداء، أو يقال: لا تعرف أنك المخاطب ما لم تناد، ولاسيما إن قلنا: يا للبعيد، فكأنه قيل: لا تعرف أنك المخاطب حتى تنادى، ولا تجيب مناديا حتى يكون نداؤه بصيغة البعد لبلادتك ولا تزال بعيدا.والأمر في << فجئني >> للتعجيز على حد قوله تعالى { فأتوا بسورة من مثله } (¬2) أي: لا تقدر على الإتيان بمثلهم في مناقبهم، أي: فاذكر لي مثلهم من آبائك إذا جمعتنا المجامع للافتخار ؛ وذكر <<المجامع>> إشارة إلى أنه بعيد عن الإنصاف مكابرة جدا حتى لو لم يكثر الشاهدون بالحق لادعى ما شاء . والله أعلم .

पृष्ठ 168