يمين مغلظة يحلف بها اليهود في الشيء الكثير: يحضر اليهود إلى بيعتهم وهو صائم أو في يوم عيدهم ويجمع عليه جمع كبير من شيوخ دينهم وإن كان ذلك بحضرة المثيبة١ أو نائبه فهو أولى، ويقال له: قل: والله الأزلي الذي لم يزل ولا يزال الإله الذي برأ العالم وخلق حواء من آدم، وأرسل ماء الطوفان وتقبل من هابيل القربان، وكلّم موسى من الشجرة ونصره على فرعون والسحرة، وغرف فرعون في بحر سوف، وأهلك قورح ومن معه بالخسوف، ونَجَّى بني إسرائيل بيد القوية وأطعمهم منًّا وسلوى بالبرية، ما يُستحق على شيء من مطلبك على مقتضى مذهبك وإلاّ فرفضت موسى المكلَّم واتّبعت عيسى بن مريم، وإن كان لك في ذمتي مثقال ذرّة ونيتي في حلفي هذا غير برة، فعبدت الصلبان وعظمت الأوثان، وهدمت قبة الزمان٢، وبنيت بها دير الرهبان، وكذبت التوراة وصدّقت الإنجيل، وفضلت يسوع الراوي على موسى وشمؤيل، وإن كنت قد جنحت لتأويل في هذه الأقاويل فقذفت مريم النبية٣، وانسللت من اليهودية، والتزمت المجوسية وفارقت الملة الإسرائيلية بالكلّيّة، وكفرت بالعشر الآيات٤، وبقيت محرومًا إلى الممات، وحشرت في اليوم المعلوم بين عامورا وسدوم٥، وهذه اليمين في عنقي وأعناق عقبي إلى الأبد". أهـ.
قال المؤلِّف: "لا تستبعد منا نظم هذه الكلمات وإلزامهم بها فقد قال الفقهاء من أئمتنا ﵃ إنّ اليهود والنصارى والمجوس - أبعدهم الله -
_________
١ رأس المثيبة: أي: مدير الأكاديمية الشرعية اليهودية ورئيسي أحبارهم. (ر: الفكر الديني اليهودي ص: ١١٧، حسن ظاظا) .
٢ وهي: خيمة الاجتماع التي أمر الله بني إسرائيل ببنائها في القبة كما ورد في التوراة الحالية.
٣ يعتقد اليهود أن مريم أخت موسى نبية من الأنبياء.
٤ أي: الوصايا العشر الواردة في التوراة.
٥ مكان نزول العذاب على قوم لوط ﵇.
1 / 45