الثاني: (قاضي قوص) لتوليه القضاء بها مدّة، ذكره الذهبي والصفدي.
٣ - ولادته ونشأته:
ولد المؤلِّف في سنة إحدى وثمانين وخمسائة من الهجرة النبوية الشريفة١ بمصر، وكانت سنة ولادته في السنة الخامسة عشرة من ولاية السلطان صلاح الدين الأيوبي على مصر، وفيها أيضًا توفيت زوجة السلطان صلاح الدين٢.
وقد نشأ المؤلِّف في بيت سلالة النبوة والعلم والإمارة، فقد كان لآل جعفر الهاشميّين منزلة رفيعة في الدولة الأيوبية حيث كان منهم الأمراء والقضاء.
٤- شيوخه وتلاميذه ومؤلَّفاته:
مما لا شكّ فيه أن المؤلِّف قد طلب العلم على عدد من أهل العلم حتّى أصبحت له المكانة العلمية التي تؤهله لتولي القضاء في مدينة قوص التي تعتبر ثاني المدن المصرية أهمية في ذلك الوقت. ثم تولى ولايتها مدّة من الزمن، غير أن المصادر التاريخية لم تذكر لنا شيوخه وتلاميذه سوى ما ذكره الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام فقال: "إن المؤلِّف سمع من عليّ بن البناء٣ وغيره وحدَّث ...، وحدَّث عنه الدمياطي"٤.
_________
١ ر: ذيل مرآة الزمان ٢/٤٣٨، تاريخ الإسلام ورقة ٧٤/أوقد وقع خطأ مطبعي في كتاب الوافي بالوفيات للصفدي حيث ذكر أن المؤلِّف ولد سنة إحدى وثمانين.
٢ ر: النجوم الزاهرة ٦/٩٨.
٣ هو: الشيخ الجليل المسند أبوالحسن عليّ بن أبي الكرم نصربن المبارك الواسطي الأصل البغدادي ثم المكّي الخلال ابن البناء، قال عنه الذهبي: "راوي الجامع عن عبد الملك الكروخي، وما علمته روى شيئًا غيره، حدَّث به بمكّة والإسكندرية، ومصر ودمياط وقوص، وحدَّث به جماعة، مات بمكّة في صغر وقيل في ربيع الأوّل سنة ٦٢٢هـ". (ر: سير أعلام النبلاء ٢٢/٢٤٨،النجوم الزاهرة ٦/٦٣،شذرات الذهب٥/١٠١) .
٤ ترجم له الذهبي فقال: "عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف، والعلامة الحجة شرف الدين، أبو محمّد الدمياطي، الشافعي، أحد الأئمة الأعلام، وبقية نقاد الحديث، ولد سنة: ٦١٣هـ، واشتغل بدمياط وأتقن الفقه، ثم طلب الحديث ورحل وسمع من عدّة أشياخ بدمشق وبحران والموصل والحرمين، وله تصانيف متقنة في الحديث والعوالي والفقه، توفي سنة: ٧٠٥هـ بالقاهرة". (ر: سير أعلام النبلاء ١/٥٠٢، النجوم الزاهرة ٨/٢١٨) .
1 / 36