239

तखजील

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

संपादक

محمود عبد الرحمن قدح

प्रकाशक

مكتبة العبيكان،الرياض

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

تدعون"١. وفي المزامير أيضًا في حقّ يوسف: "فخلاَّ الملك يوسف وصيَّره سلطانًا على شعبه ربًّا على بنيه"٢. يريد القيم عليهم والمدبر لأمورهم.
وقد قال يوسف للساقي عندما فسر له رؤياه: "اذكرني عند ربّك"٣، يريد مدبرك والقيم عليك.
وإذا عرفت ذلك سهل عليك ما يهتف به النصارى من تسمية المسيح ربًّا وإلهًا، وعرفت كيف تكسر حجتهم بتأويل هذه الألفاظ، وقد قال شمعون الصفا رئيس الحواريّين: "إن الله جعل أيسوع ربًّا"٤، يريد وَكَل تدبير أصحابه إليه، إذ الرّبّ لا يقال إن غيره جعله وصيره ربًّا وإلهًا، فما نرى شمعون الصفا زاد المسيح في ذلك على ما قالت التوراة: "إن الله جعل موسى ربًّا لهارون وإلهًا لفرعون". ولم يتجاوز به أيضًا قول المزامير: "إن يوسف صار ربًّا للملك". وفي الإنجيل: "إن الكلاب لتأكل من موائد أربابها"٥.

١ مزمور ٨٢/٦.
٢ مزمور ١٠٥/٢٠، ٢١، ونصّه كالآتي: "أرسل الملك فحله، أرسل سلطان الشعب فأطلقه، أقامه سيدا على بيته ومسلطًا على كل ملكه".
٣ قال تعالى: ﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ . [سورة يوسف، الآية: ٤٢ [.
قال شيخ الإسلام: "فإن قيل: لا ريب أن يوسف سمى السيد ربًّا في قوله: ﴿اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾، و" ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّك﴾، ونحو ذلك، وهذا كان جائزًا في شرعه، كما جاز في شرعه أن يؤخذ السارق عبدًا، وإن كان هذا منسوخًا في شرع محمّد ﷺ". اهـ. (ر: الفتاوى ١٥/١٨٨) .
٤ سفر أعمال الرسل ٢/٣٦.
٥ متى ١٥/٢٧، مرقس ٧/٢٨.

1 / 265