٣- كثرة المدارس والمراكز العلمية التي تنشأ في البلاد الإسلامية.
٤- توافر خزائن الكتب في المساجد والمدارس وانتشار المكتبات العلمية العامّة والخاصّة.
وقد توافرت تلك العوامل في مصر، حيث عاش المؤلِّف ﵀، فقد عرف عن ملوك الأيوبيّين والمماليك حبهم وتقديرهم للعلم والعلماء، فكان السلطان صلاح الدين الأيوبي ت سنة: ٥٨٩هـ، يحبّ العلماء وأهل الخير ويقربهم ويحسن إليهم، حتى صار لكثرة مخالطته بهم وأخذه عنهم من كبار الفقهاء١، وكذلك كان ابنه بعده الملك العزيز عثمان الذي سمع الحديث من الحافظ السلفي والفقيه أبي طاهر بن عوف الزهري وغيرهم٢، وكذلك كان من بعده الملك العادل أبو بكر٣.
ثم كان الملك الكامل الذي يحضر مجلسه الفقهاء كلّ ليلة ويتحدث معهم ويشاركهم في علومهم ويبيت معهم كواحد منهم٤، ويتنافس العلماء في إهداء كتبهم ومؤلَّفاتهم إليه، فقد أهدى إليه المؤلِّف صالح بن الحسين الجعفري كتابه: (العشر المسائل) وتسمّى أيضًا: (البيان الواضح المشهود من فضائح النصارى واليهود) الذي ألّفه في عهد الكامل سنة ٦١٨هـ، وأهداه إليه ليقمع به أشطان طاغية الروم الأبتر الشيطان الذي أرسل إلى السلطان الكامل عدّة
_________
١ ر: الجوهر الثمين ص ٢٢٤، ٢٢٥، النجوم الزاهرة ٨/٩، ٥٦.
٢ ر: وفيات الأعيان ٣/٢٥١، لابن خلكان، الجوهر الثمين ص ٢٣٠، النجوم الزاهرة ٦/١٢٧-١٢٩.
٣ ر: النجوم الزاهرة ٦/١٦٣.
٤ ر: وفيات الأعيان ٥/٨١، الجوهر الثمين ص ٢٣٨، النجوم الزاهرة ٦/٢٢٧، ٢٢٨، خطط المقريزي ٣/٣٣٩.
1 / 28