============================================================
أخبار هلال بن الأسعر المازنى يديك فتذرك ما عنده من أوتار العرب . قال : فقلت : جعلنى الله فداء الأمير، أتى لغب نصب جائع ، فإن رأى الأمير أن يدعنى اليوم حتى أضع عن إبلى وأؤدى أمانتى وأريح يومى هذا وأجيئه غدا فليفعل . فقال لأعوانه : انطلقوا معه فأعينوه على الوضع عن إبله وأداء أمانته، وانطلقوا إلى المطبخ فأشبعوه . ففعلوا جميع ما أمرهم به . قال : فظليت يومى ذلك و بت ليلتى تلك بأحسن حال شبعا وراحة وصلاح أمر . فلما كان مين الغد غدوت عليه وعلى جبة لى صوفة [وبت)(1) وليس على ازار، إلا أنى قد شددت بعمامتى وسطى . فسلمت عليه .
فرد على، وقال للأصفر : قم إليه فقد أتاك الله بما يخزيك . فقال العبد : اتزر يا أعرابى . فأخذت بتى فاتزرت به على جبتى. فقال : هيهات ! هذا لا يثبت ، اذا قبضت عليه جاء فى يدى . قال : فقلت : والله مالى من إزار. فدعا الأمير بملحفه، ما رأيت قبلها ولا علا جلدى مثلها، فشددت بها على حقوى (2)، وخلعت الجة . وجعل العبد يدور حولى ويريد ختلى ، وأنا منه وجل لا أدرى كيف أصنع به ، ثم دنا منى دنوة، فتقد(3) جبيهتى بظفره نقدة ظننت أنه قد شجنى ،
فأوجعنى. فغاظى ذلك، فجعلت أنظر فى خلقه بم أقبض منه، فما وجدت فى خلقه شيي أصغر من رأسه، فوضعت إبهامى فى صدغيه وأصابعى الأخرى فى أصل أذنيه، ثم غمزته غمزة صاح منها : قتلنى ! فقال الأمير : أغمس رأسه فى التراب. فقلت له : ذلك لك على. فغمست والله رأسه فى التراب، ووقع شبيها بالمغشى عليه. فضحك الأمير حتى استلقى، وأمرلى بجائزة وكسوة، ثم أنصرفت.
(1) البت : كساء غليظ مهلهل .
(2) الحقو: الخصر (3) تقد : نقر.
4- 22 تجريد الأغانى
पृष्ठ 344