332

============================================================

أخبار طويس 329 فما عندك؟ قالت : نذيح هذه العناق (1) - وكانت عندها عتيقة قد ربتها للبن(2) - ونختبز رقاقا . فبادر فذبحها وأختبزت هى . ثم خرج فتلقاه مقبلا إليه : ت فقال له طويس: بأبى أنت وأمى هذا المطر ! فهل لك فى المنزل تستكن فيه إلى أن تكف السماء؟ قال : إياك أريد . قال : فأمض على بركة الله . وجاء يمشى بين يديه حتى نزلوا ، فتحد ثوا حتى أدرك الطعام . فقال : بأبى أنت وأمى ! تكرمنى اذا دخلت منزلى بآن تمشى عندى . قال : هات ما عندك . فجاءه بعناق سمينة ورقاق. فأكل القوم حتى شبعوا وأعجبه طيب طعامه . فلما غسلوا أيديهم قال : بأبى وأمى ! أتمشى لك (3) وأغنيك ؟ قال : افعل يا طويس . فأخذ ملحفة فاتزر بها وأرخى لها ذزين ، ثم خذ الربع (4) فتمشى وأنشأ يغنى : يا خليلى نابني شهدى لم تنم عينى ولم تكد فشرابى ما آييغ وما أشتكى ما بى إلى أحد كيف تلحون(5) على رجل آنس تلتذه كبدوى ا.

مثل ضوء البدر صوربه ليس بالزميلة(6) النكد فطرب القوم وقالوا : أحسنت والله يا طويس ! ثم قال : يا سيدى، أتدرى لمن هذا الشعر؟ فقال : لا والله ، لا أدرى لمن هو؟ إلا أنى سمعت شعرا حسنا : قال: هو لفارعة بنت ثابت آختر حسان بن ثابت، وهى تتعشق عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام المخزوى، وتقول فيه هذا الشعر . فنكس القوم رموسهم.

وضرب عبد الرحمن بن حتان برأسه على صدره ، فلو شقت الأرض لدخل فيها.

(1) العناق : الأنى من ولد المعز. (2) فى بعض أصول الأغانى: " باللبن".

(3) فى بعض أصول الأغانى : "معك" (4) المربع : يريد دفا . وسيأتى ذكرذلك (ص 327) من هذا الجزء .

(5) تلحونى: تلومى وتعذلى (2) الزميلة : الرذل الحبان الضعيف ، يتزمل فى بيته خوفا وجبنا .

पृष्ठ 332